عسر الهضم الكوني يتسبب في قيام الثقوب السوداء بقذف النجوم

ADVERTISEMENT

كشف علماء الفلك عن سلوك غريب أظهرته الثقوب السوداء، حيث لاحظوا انبعاثات راديوية قوية تحدث بعد سنوات من تمزق نجم بفعل ثقب أسود، وهو ما يُعرف بظاهرة "عسر الهضم الكوني". السلوك يتمثل في تجشؤ الثقوب السوداء بعد حدث اضطراب مدّي (TDE)، وهو أمر لم يكن متوقعًا، ويعيد تشكيل فهمنا لكيفية تفاعل الأجسام الكونية مع المادة المحيطة بها.

أثناء TDE، يمر نجم بجوار ثقب أسود فائق الكتلة، حيث تقوم الجاذبية العنيفة بتمزيقه إلى خيوط رفيعة في عملية تُعرف بـ"السباغيتي"، وتتراكم بقاياه في قرص مضيء حول الثقب الأسود. ينتج عن هذا الحدث إشعاعات كهرومغناطيسية، منها الأشعة السينية والضوء المرئي وموجات راديوية، ثم يخبو التوهج بعدها بأسابيع أو أشهر.

ADVERTISEMENT

أظهرت الاكتشافات الأخيرة أن نحو نصف الثقوب السوداء التي خضعت لـTDEs أطلقت نشاطًا متجددًا بعد سنوات، على شكل موجات راديوية قوية. تشير الظاهرة إلى عمليات تراكم متأخرة تحدث بعد الحدث الأولي. الانبعاثات ربما نتجت عن تصادمات بين كتل من حطام النجم داخل قرص التراكم، أو بسبب مادة لم يبتلعها الثقب فورًا وظلت تدور في مداراتها لتعود لاحقًا وتغذيه من جديد، فيما يُعرف بـ"التراكم التراجعي".

اللافت أن "التجشؤات" لا تقتصر على نوع معين من الثقوب السوداء، ما يشير إلى أن عسر الهضم الكوني قد يكون سلوكًا شائعًا. تأخر اكتشافه جزئيًا بسبب محدودية زمن المراقبة بعد TDE، إذ تنتهي أغلب الدراسات في غضون أشهر. توصي الدراسات الحديثة بتمديد المتابعة لسنوات، ما يتيح اكتشاف مراحل نشاط جديدة وغير متوقعة.

ADVERTISEMENT

تُعد الملاحظات نقطة تحول في فهم فيزياء الثقوب السوداء وتطور أحداث TDE. تظهر أن الأجسام لا تعمل وفق نظام بسيط وواضح، بل تحوي عمليات معقدة وغير مستقرة تمتد على فترات طويلة. يؤكد ذلك حاجة علم الفلك إلى نهج رصدي أكثر شمولاً لرصد ومتابعة الانبعاثات الراديوية المرتبطة بالظواهر الفلكية الديناميكية.

toTop