كيف ساعد العالم الموصل على النهوض من تحت أنقاض الحرب؟

ADVERTISEMENT

بعد تحريرها في 2017، واجهت الموصل مهمة شاقة لإعادة بناء ما دمره القتال؛ سقط أكثر من عشرة آلاف مدني، غادر مليون شخص بيوتهم، وتحولت المدينة القديمة معظم طرقها ومرافقها إلى ركام. طرح الجميع سؤالاً: هل تعود الموصل إلى الحياة؟

تحركت جهات محلية ودولية بسرعة وفتحت خطط إعمار واسعة. خصص برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ملياراً ومئة مليون دولار لترميم مدارس ومستشفيات وطرق، وانطلق أربعة آلاف مشروع صغير وكبير. أعطت حملات «النقد مقابل العمل» دخلاً لعشرين ألف موصلي، فبنوا بيوتاً ومدارس، وعاد ثلاثمئة ألف طفل إلى مقاعد الدراسة.

ADVERTISEMENT

أطلقت اليونسكو، بتمويل من الإمارات والاتحاد الأوروبي، مبادرة «إحياء روح الموصل»، فأعادت بناء جامع النوري ومنارته الحدباء، ونظمت دورات تعليم الحرفيين كيفية المحافظة على الطراز القديم. ساعدت قطر وتركيا في ترميم كنائس وشق طرق، وجمعت قمة الكويت ثلاثين مليار دولار للعراق، أخذت الموصل الجزء الأكبر.

تولت جمعيات أهلية ترميم مستشفى الشفاء، ودعمت نوادٍ ثقافية، ودرّبت معلمين، ووثقت الانتهاكات. أعادت المنظمة الدولية للهجرة مليون نازح إلى بيوتهم.

رغم ذلك، يتأخر العمل في كثير من المواقع، وتتكدس الوعود دون تنفيذ، وتعيق أوراق رسمية طويلة وخلايا داعش المتبقية أي تقدم. لا تزال الأرضية القديمة مليئة بالقذائف غير المنفجرة في أربعين بالمئة من مساحتها. يعيش أكثر من أربعين بالمئة من الشباب دون عمل، ويعاني السكان من آثار نفسية مستمرة.

ADVERTISEMENT

إعادة الحياة الكاملة إلى الموصل تحتاج تمويلاً ثابتاً لسنوات، تطهيراً سريعاً للألغام، مدارس وعيادات صحة نفسية، وصوناً للتراث. مع ذلك، بدأت المدينة تستعيد نبضها: جامعة الموصل فتحت أبوابها، الأسواق امتلأت بالبضائع، ومجموعات شبابية تنطلق بمبادرات جديدة، لتثبت أن الموصل تنهض رغم الصعوبات.

toTop