هل أدمن طفلك استخدام الأجهزة الإلكترونية؟ هل تشعر أنك تقف عاجزا أمام سيطرة الأجهزة على طفلك؟ هل يظهر طفلك سلوكيات لا تعتبرها مقبولة أو طبيعية بسبب إدمان الأجهزة الألكترونية؟ أنت لست وحدك، في الأعوام العشر الأخيرة تزايد القلق العالمي نحو إدمان الأطفال والمراهقين الأجهزة الإلكترونية. زاد الأمر بصورة فائقة بعد جائحة كورونا والتي تسببت في المزيد من الإعتماد على الأجهزة الإلكترونية بصفة خاصة في التعليم والأنشطة اليومية مثل التسوق والمعاملات المختلفة.
حتى الآن معظم الدراسات التي اهتمت بعلاج الأطفال والمراهقين اعتمدت على العلاج السلوكي المعرفي. العلاج السلوكي المعرفي ببساطة هو علاج يساعد على الربط بين الأفكار والمشاعر التي يشعر بها الطفل أو المراهق وربطها بسلوكه. ويهدف هذا العلاج لتغيير نمط التفكير والذي ينتج عنه تغيير السلوك. كما يساعد العلاج السلوكي الطفل أو المراهق علي إيجاد طرق صحية للتعامل مع مشاكله ومشاعره بدلا من إدمان الأجهزة. تابع سطورنا التالية لتعرف المزيد.
قراءة مقترحة
هو الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية أو الرقمية مثل الهواتف والأجهزة المحمولة مثل الألواح الرقمية (التابلت) أو اللابتوب. وصعوبة السيطرة على ساعات الاستخدام بشكل يؤثر على الأنشطة اليومية الأخرى (في حالة الأطفال مثل اللعب مع الأقران أو مراجعة الدروس أو حتى الأنتباه داخل الصف المدرسي).
كل أو بعض تلك العلامات قد تعني إصابة الطفل أو المراهق بإدمان الأجهزة الألكترونية و الحاجة لتدخل متخصص:
1- عندما يقوم باستخدامها لساعات طويلة بصفة يومية ويفشل في التوقف عند الحاجة.
2- عندما يعتمد الطفل على الأجهزة الرقمية بشكل أساسي ويومي ويشعر بالاكتئاب ويعزل نفسه في حالة عدم حصوله على الأجهزة.
3- عندما يمتنع الطفل عن ممارسة الأنشطة الأخرى التي تعتبر أساسية لمرحلته العمرية ولا تتضمن استخدام الأجهزة الرقمية مثل اللعب.
4- عندما تظهر علامات جسدية على الطفل لا تتناسب مع مرحلته العمرية وليس لها مبرر صحي. علي سبيل المثال، ألام الرقبة والظهر و الأرق وصعوبة النوم وظهور هالات سوداء تحت العين وظهور مشاكل في العين.
5- عندما تظهر علامات نفسية مثل القلق والعزلة والتوتر والعنف الغير مبرر وسوء التواصل وصعوبة تكوين صداقات خارج الأجهزة الألكترونية.
6- قضاء ساعات متواصلة يوميا على شبكات التواصل الاجتماعي.
7- قضاء ساعات متواصلة يوميا في لعب ألعاب الفيديو أو الألعاب الإلكترونية مع اقتران سلوكيات تنم عن العنف اللفظي أو الجسدى عند طلب توقف الطفل أو المراهق عن اللعب.
8- تفقد الهاتف طوال الوقت والإصابة بالقلق الشديد في حالة عدم تفقد الهاتف بصفة مستمرة
يقوم بعض الأهل بلوم أنفسهم على السلوكيات الإدمانية لأطفالهم بينما آخرون يرون أن الأمر سمة العصر ولا يمكن السيطرة عليه، ترى إلى أي الفريقين تنتمي؟ دعني أوضح لك الأتي، إدمان الأجهزة الألكترونية يعود لعدة أسباب سواء كنت طفل، مراهق أو بالغ فإن أحد تلك الأسباب أو أكثر من سبب قد قامت بالتسبب في إصابتك بإدمان الأجهزة الرقمية:
1- يستخدم بعض البالغين الأجهزة الإلكترونية لإلهاء الطفل لحين الإنتهاء من الأعمال المنزلية أو العمل دون تشتيت من الطفل. يشعر الأهل في تلك الحالة أنهم يضمنون أن الطفل آمن وهادئ وهم لديهم الوقت لإنهاء مهامهم، أنه ضرب عصفورين بحجر واحد. للأسف أنه لا يختلف كثيرا عن تقديم السم للطفل لحين أن تنتهي من عملك دون تشتيت علي أمل أنه يمكنك إنقاذ الطفل لاحقا. يبدو التشبيه قاسيا لكن صدقني الإدمان لا يقل في خطورته عن السم.
2- بعض الآباءيرون أن استخدام الأطفال للأجهزة الألكترونية يساعد علي تنمية الذكاء وقد أثبتت بعض الدراسات صحة تلك المعلومة. لكن لا تنسي أن هذا الاستخدام يجب أن يخضع لضوابط مثل الوقت الصحي للتعرض للأجهزة والمحتوى الذي يسمح للطفل بمشاهدته والذي يجب أن يتلائم مع مرحلته العمرية فهل تنتبه لذلك؟
3- إدمان الأجهزة الألكترونية قد ينتج عن الأكتئاب أو الضغوط النفسية والإهمال. إذا كان الطفل أو المراهق في بيئة غير صحية يتنازع فيها الوالدين باستمرار ويشعر بالإهمال والاكتئابوالقلق والتوتر ويجد نفسه مهمل فإنه يبحث عن إلهاء في إستخدام الأجهزة الإلكترونية والهروب من الواقع الذي لا يمكنه التحكم فيه. هذا الطفل أو المراهق يبحث عن بيئة يمكنه التحكم فيها.
4- الطريقة التي يتم بها تصميم الألعاب وتطبيقات الهواتف و وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى السلوكيات التكرارية. بمعنىأخر أنها تدفعك دفعا للاستمرار دون أي سيطرة من قبلك. طوال الوقت يوجد وسائل لتشجيعك على الاستمرار مثل المكافآت وإضافة النقاط والميزات المجانية.
5- مشاهدة وتسجيل الفيديوهات القصيرة أو ما يسمى بالمقاطع المرئية (ريلز-شورتس) تمنح شعور بالاكتفاء اللحظي والقصير، مقطع ربما لا تتعدي عدة ثواني تشبع الفضول أو تضحك أو تمنح شعور بالترفيه أو تجذب الاهتمامومنها إلي آخر ثم آخر ثم آخر دون أن تدري لقد أمضيت ساعة أو أكثر.
ترى أي تلك الأسباب وراء إدمان طفلك للأجهزة الألكترونية؟
ذكرنا بعضها بالفعل ولكن دعني أذكرها بكلمات قليلة:
مخاطر نفسية: الاكتئاب والتوتر والقلق والفشل في تكوين علاقات صحية والشعور بالوحدة والعزلة. ظهور سلوكيات العنف.
مخاطر جسدية: التأثير السلبي على أنماط النوم والأرق وآلام الظهر والرقبة، جفاف العين وضعف النظر. التأثير على وظائف الدماغ والذاكرة وضعف التركيز. الإصابة بالسمنة والخمول بسبب قلة الحركة. ضعف النمو الصحي الذي يتناسب مع المرحلة العمرية.
مخاطر أخري: خطر التعرض للعنف الرقمي والاستغلال عبر شبكة الإنترنت. تدني المستوى الدراسي بسبب ضعف التركيز والتشتت وقلة عدد ساعات النوم.
تلك الخطوات قد تساعد طفلك على التخلص من الإدمان، نشجعك على الاستعانة بمساعدة متخصص تعديل السلوك أو مختص الصحة النفسية للأطفال إذا لم تنجح في مساعدة الطفل:
1- ضع قوانين صارمة للمدة الزمنية لاستخدام طفلك للأجهزة يوميا والتزمبه. أجعل الأمر تدريجيا لعدم تحفيز الطفل على العنف أو التحدي.
2- حدد مناطق إستخدام الأجهزة ومناطق لا يسمح فيها باستخدام الأجهزة. علي سبيل المثال يمكنك منع إستخدام الأجهزة أثناء تناول الوجبات. منع لمس الأجهزة قبل النوم بساعة على الأقل.
3- أثناء الليل يفضل أن تقوم بشحن الأجهزة في غرفتك بحيث تكون بعيدة عن متناول الأطفال.
4- قم بإستبدال وقت الشاشة بأنشطة بديلة ومفيدة مثل الرياضة أو تعلم الهويات أو اللغات علي شرط أن تكون بحضور فعلي مع أقران آخرون.
5- خصص وقت عائلي لنشاط جماعي خالي من الأجهزة تماما قد يكون نشاط أسبوعي.
6- طبق نفس تلك القوانين على نفسك، يتعلم الأطفال من خلال القدوة.
7- قم بتوعية الطفل عن العنف الرقمي ومخاطر الإنترنت وراقب المحتوى الذي يشاهده والألعاب التي يلعبها. يمكنك مشاركته بعض التطبيقات النافعة المناسبة لسنه ومساعدته على الأهتمام بها، يمكنك مشاركته بعضها أيضا.
تحويل الرصاص إلى ذهب: حلم البشرية الأقدم يتحقق - في المختبر
كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في سورية: التاريخ والتقاليد والإحصائيات
هيئة الأدب السعودية تستكشف تأثير معارض الكتب الدولية على السياحة الثقافية
ثماني عادات للأثرياء لا يفهمها أبناء الطبقة المتوسطة
5نصائح تساعد على نوم الطفل الرضيع
خلال بعض الأحلام، يبدو الدماغ في حالة "استيقاظ جزئي".
إرث أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل، يُعيد إحياء البرمجة العلمية في مصر
٣ حضارات عربية قديمة وما قدمتها للبشرية
التخطيط المالي العاطفي: كيف تؤثر مشاعرك على قراراتك الاقتصادية؟
ماذا يمكنك أن تفعل خلال يوم واحد في دبي ؟










