إرث أحمد زويل يُنعش البرامج العلمية في مصر

ADVERTISEMENT

في أوائل أغسطس / آب 2025، اتخذت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر خطوة تاريخية لإحياء الصحافة العلمية والتواصل العلمي الشعبي من خلال إعادة تسمية استوديو 45 في ماسبيرو رسميًا باسم الدكتور أحمد حسن زويل، الحائز على جائزة نوبل. تزامنت هذه الخطوة مع الذكرى التاسعة لوفاته، وجاءت في إطار مبادرة أوسع نطاقًا تهدف إلى إحياء الإعلام العلمي في البلاد، في محاولة لإعادة ربط الجمهور، وخاصة الشباب، بالمعرفة والثقافة العلمية.

ما تم الإعلان عنه:

تغيير اسم استوديو 45:

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام أن ”استوديو 45“ في الإذاعة المصرية سيحمل من الآن فصاعدًا اسم الدكتور أحمد زويل. ويعد تغيير الاسم رمزيًا واستراتيجيًا في الوقت نفسه، حيث يكرّم أحد أعظم العلماء في العالم العربي ويشير إلى الالتزام برفع مستوى الخطاب العلمي في وسائل الإعلام.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Graham11 على wikimedia

أحمد زويل، نوبل في الكيمياء

برنامج تلفزيوني جديد:

كلام في العلم: يقدم البرنامج الدكتور سامح سعد علي، عالم الفيزياء الحيوية والباحث البارز، ويهدف إلى جعل الموضوعات العلمية سهلة الفهم وجذابة للجمهور العام. وهو الأول من بين عدة برامج مخطط لها لتعميم العلوم عبر التلفزيون.

ندوة قادمة:

سيستضيف مركز ماسبيرو لدراسات الإعلام، بالتعاون مع القناة الثقافية والبرنامج الإذاعي الثقافي، ندوة وطنية بعنوان ”حاضر ومستقبل الإعلام العلمي في مصر“. الهدف من الندوة هو جمع الإعلاميين والأكاديميين والمذيعين والعلماء لرسم خطة لكيفية تغطية الإعلام للعلوم بشكل أفضل والوصول إلى الأجيال الشابة.

استهداف الجمهور الشاب وتوعية الجمهور:

من المواضيع المتكررة في الإعلانات أن وسائل الإعلام العلمية قد تراجعت، وأن هناك حاجة ملحة لإعادة بنائها، لا سيما حتى تنشأ جيل زد وجيل ألفا على الفضول والمعرفة العلمية والثقة بالعلوم.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Oltau على wikimedia

مبنى الإذاعة المصرية

أهمية هذا الأمر:

تعد خطوة مصر لإحياء البث العلمي مهمة لعدة أسباب:

التراث الثقافي والفكري:

أحمد زويل ليس رمزًا علميًا فقط، بل شخصية تجمع بين الفخر الوطني والتميز العالمي. وتكريمه بهذه الطريقة يؤكد مجددًا على أهمية العلم في الهوية الوطنية.

جسر بين العلم والمجتمع:

تواجه العديد من المناطق فجوة بين البحث العلمي وفهم الجمهور. غالبًا ما تؤدي المعلومات الخاطئة أو نقص التغطية أو العروض التقنية المفرطة إلى شعور الناس بالانفصال. تهدف البرامج الإعلامية مثل ”كلام في العلم“ إلى تغيير ذلك.

إلهام الشباب:

من خلال إعطاء المزيد من الظهور للعلوم في وسائل الإعلام اليومية، تأمل الهيئة الوطنية للإعلام في إثارة فضول الشباب وتشجيعهم على متابعة المجالات العلمية وترسيخ ثقافة تقدر البحث العلمي. هذا أمر مهم بشكل خاص في عصر التغير التكنولوجي السريع.

ADVERTISEMENT

إعادة بناء الصحافة العلمية:

تقر الإعلانات بأن الصحافة العلمية قد عانت من انتكاسات في المنطقة. ويتطلب إحياؤها بنية تحتية (مثل الاستوديوهات)، ومواهب (علماء ومتخصصون في الاتصال)، والتزامًا من قبل الهيئات الإعلامية. وتضع هذه المبادرة بعضًا من تلك الأسس.

أحمد زويل - إرثه وتأثيره:

لفهم سبب أهمية تكريم الأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم، من المفيد تذكر مكانة أحمد زويل وتأثيره الدائم.

عالم رائد:

حصل زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن عمله في مجال كيمياء الفيمتو ثانية، وهي دراسة التفاعلات الكيميائية التي تحدث في فترات زمنية قصيرة للغاية، تقاس بالفيمتو ثانية (الفيمتو ثانية تساوي واحد على مليون مليار من الثانية). قدمت أبحاثه أول ”لقطة“ للذرات أثناء حركتها خلال التفاعلات الكيميائية.

جسر بين مصر والعلم العالمي:

ADVERTISEMENT

على الرغم من أن زويل قضى معظم حياته العلمية في الولايات المتحدة، إلا أنه كان دائمًا يعتبر نفسه جسرًا بين العالمين. أسس مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في مصر، وهو مشروع وطني يهدف إلى دعم البحث والابتكار والتعليم العلمي في وطنه.

مدافع عن التعليم العلمي والنهضة:

تحدث زويل كثيرًا عن أهمية التفكير العلمي كأساس للتقدم الوطني. كان يؤمن بأن مصر، وبشكل أعم العالم العربي، يمكن أن تستعيد ريادتها من خلال الاستثمار في العلوم والتعليم والبحث.

نموذج يحتذى به في المشاركة العامة:

حتى قبل أن يصبح اسمه معروفًا للجميع، كانت أعمال زويل متاحة للجمهور من خلال وسائل الإعلام. ساعدت البرامج الإذاعية وغيرها من وسائل التواصل في توضيح أبحاثه لغير المتخصصين. هذه المشاركة العامة هي جزء مما تسعى المبادرة الجديدة إلى إعادة تنشيطه.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Wouterhagens على wikimedia

مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار

التحديات المقبلة وما سيكون مطلوبًا:

على الرغم من أن المبادرة تمثل تحولًا إيجابيًا، إلا أن هناك عقبات يجب معالجتها:

الجودة والاستمرارية:

يجب أن تحقق البرامج العلمية الشعبية التوازن بين الدقة وسهولة الوصول. سيكون من الضروري ضمان تعاون العلماء والمتخصصين في مجال الاتصال والإعلام.

التدريب والموارد:

يتطلب إنتاج وسائط إعلامية علمية جيدة منتجين، وكتابًا، ومقدمي برامج ومعدات ماهرة. فالاستثمار في رأس المال البشري لا يقل أهمية عن تغيير أسماء الاستوديوهات.

تفاعل الجمهور:

الأجيال التي نشأت في العصر الرقمي تستهلك الوسائط بشكل مختلف. للوصول إليهم، قد تحتاج البرامج إلى تكييف شكلها (مثل مقاطع الفيديو القصيرة والعناصر التفاعلية والربط بالوسائط الاجتماعية).

ADVERTISEMENT

مكافحة المعلومات المضللة:

نظرًا لأن الموضوعات العلمية غالبًا ما تتقاطع مع المعلومات المضللة (مثل الأساطير الصحية وقضايا المناخ)، سيتعين على جزء من المبادرة الإعلامية بناء الثقة وتوضيح الشكوك والتواصل بمسؤولية.

الخاتمة:

إن إعادة تسمية استوديو 45 في ماسبيرو باسم أحمد زويل وإطلاق برنامج ”كلام في العلم“ أكثر من مجرد لفتات رمزية، فهي إشارات على التزام وطني متجدد بالعلوم والتعليم والمشاركة العامة. إن إرث زويل لا يعيش فقط في المختبرات والجوائز الأكاديمية، بل في فكرة أن العلم ملك للجميع.

إذا استمرت هذه المبادرة وتوسعت، فمن المحتمل أن تعيد تشكيل الطريقة التي يتم بها تجربة العلوم وتقديرها في مصر، ما يلهم الفضول ويبني المعرفة العلمية ويغذي الأجيال القادمة. وبينما تتطلع البلاد إلى المستقبل، من المناسب أن يستمر أحد ألمع نجومها العلميين في إضاءة الطريق نحو مجتمع أكثر اطلاعًا ومشاركة ومعرفة بالعلوم.

أكثر المقالات

toTop