الثقافةFeb 10,2025

سامرّاء العراق ... بين الماضي والحاضر

أصل كلمة سامراء

يقال أن الاسم ذو أصول آرامية، وهي كلمة مقصورة وتكتب وتقرأ سامرا كغيرها من أسماء مدن العراق، ويقال أن اسمها قد تم تحريفه من "سورمارتا" أحد الأسماء القديمة للعراق.

ويقال أيضًا أن كلمة "سامرا" في اللغة الآرامية يقصد بها الإرسال وأغلب الظن أنها كانت تطلق على المدينة لأن السفن ترسل منها إلى دجلة أو تصنع فيها السفن لترسل إلى النهر.

أصل تسمية مدينة سامرّاء في المصادر العربية

أما المصادر العربية فتذكر أن أساس أسم المدينة كان "سُرَّ مَنْ رَأَى" وذلك لجمال تقسيمها وتخطيطها ومبانيها لكن فيما بعد بعدما خربت بسبب الصراعات والتناحر على الحكم من جهة والهجمات الخارجية من جهة أخرى حرف اسمها ليصبح "ساء من رأى" بما فيه من دلالة على حال الخراب الذي وصلت إليه المدينة.

موقع سامراء الجغرافي

تقع مدينة سامراء إلى الشمال من العاصمة العراقية الحالية بغداد وبينهما مسافة تقرب 125 كيلو متراً ويسكنها في العصر الراهن ما يقارب 190 ألف نسمة.

تأسيس سامرّاء

أسست سامرّاء في فترة حكم الخليفة العباسي المعتصم بالله وبسبب موقعها في وسط العراق وقع عليها الاختيار لتصبح عاصمة الخلافة العباشية بأكملها لكنها لم تستمر طويلًا. تم إعلان سامراء عاصمة للخلافة العباسية عام 836م وظلت تحمل ذلك اللقب لمدة 56 عام من عمر الخلافة العباسية التي دامت لأكثر من خمسة قرون، حيث أن في عام 892م تغيرت العاصمة العباسية لتصبح سامراء بعدها مدينة منسية بعدما دام حكمها على كل أطراف الدولة العباسية لمدة جاوزت الخمسة عقود.

تعتبر مدينة سامراء العاصمة الخامسة على مدى تاريخ الدولة العباسية، وأٌنشئت كما ذكرنا على يد الخليفة المعتصم بالله لتكون العاصمة الرابعة للدولة العباشية ، حيث تلت بذلك ثلاث عواصم كبرى للخلافة، ويقال أن أول قصر انتقل إليه الخليفة المعتصم حينما تم بناؤه فيها كان يسمى "قصر الرشيد"

سبب جعل سامراء عاصمة للخلافة العباسية بدلًا من بغداد

الصورة عبر Mouliric على commons.wikimedia.org

يقال أن العاصمة بغداد إبان حكم المعتصم بالله كانت قد ازدادت زحاما خصوصا بدخول الأتراك الذين كانوا يدفعون الناس بسبب ركوبهم للدواب وركضهم بها فصارت الحياة بالنسبة للمعتصم شديدة الصعوبة لذا خرج إلى الشماسية التي كان المأمون يخرج إليها تفريجاً عن نفسه وهناك قرر بناء عاصمة جديدة بعيدة عن بغداد وظل الخليفة المعتصم هناك حتى يتم بناء العاصمة الجديدة.

تصميم مدينة سامراء حينما كانت عاصمة للعباسيين

خططت القطاع الخاصة بمدينة سامراء إلى القطاع الخاص بالقصر الخاص بالخليفة وقطائع للجند والدواوين والكتاب وقطائع أخرى لسكنى الناس وأخيرا كان المسجد الجامع وحوله كانت الأسواق التي صممت بطريقة مطابقة تماما لأسواق بغداد التي كانت تفصل بين كل تجارة وأخرى.

يذكر "اليعقوبي" أن مدينة سامراء بني فيها ثلاثة قصور عظيمة وهي الجوسق الخاقاني والعمري والوزيري.

إتمام التأسيس وبداية الحكم في مدينة سامراء

يذكر "اليعقوبي" أن المعتصم بالله انتقل إلى العاصمة الجديدة سامراء في عام 223هـ وربما عام 222 هـ فهناك اختلاف على تحديد الشهر الذي انتقل فيه الخليفة.

وبسبب وسع المساحة التي بنيت عليها سامراء يذكر أن الناس توسعوا أيضا في بناء بيوتهم وأسواقهم .

التحدّيّات التي واجهت مدينة سامرّاء وقت تأسيسها

كانت المشكلة الرئيسية في سامراء هي المياه بسبب موقعها الجغرافي ومياه آبارها المالحة، مما اضطر السكان إلى حمل المياه العذبة على الدواب من نهر دجلة إلى العاصمة الجديدة كان صعباً وشاقاً، ولكن بالرغم من ذلك كان لابد منه بسبب بُعد سامراء عن النهرين، ولأن ما فيها من آبار ومياه جوفية كانت مالحة غير قابلة للشرب، ولهذا تم التوسع في المدينة باتجاه الغرب بهدف الاقتراب أكثر من نهر دجلة ومياهه العذبة.

نهاية حكم سامراء على الخلافة العباسية

الصورة عبر Taisir Mahdi على commons.wikimedia.org

ظلت سامراء مصيرة على الحكم طوال فترة خلافة المعتصم بالله لكن على مدى السنوات كانت قبضتها تتراخى شيئاً فشيئاً حتى فترة حكم الخليفة المتوكل على الله وانتهت سيطرتها إكلينيكيا باغتيال الخليفة المتوكل نفسه وتنصيب المنتصر خليفة على الدولة العباسية ومن بعده المعتمد الذي قرر ترك سامراء والعودة إلى بغداد مرة أخرى واتخاذها عاصمة وظلت سامراء تعاني الكثير من الصراعات والهجمات من السلاجقة والبساسيريين الذين كانوا يطمعون فيها.

سامراء في العصر الحاضر

الصورة عبر Lionel Aubert على commons.wikimedia.org

لا تظل سامراء المدينة العريقة صامدة ومرابطة بوسط العراق العظيم رغم كل ما شهدته من أزمات وإضطرابات وهجمات غازية وأخرى تخريبية كالتي قام بها المغول أو غيرهم من المخربين. وبالرغم من ذلك فإن جمال المدينة القديمة والمدينة المعاصرة مازالا برَّاقيْن يخطفان أبصار من يزورهما خاصة بمئذنة الجامع الكبير الملوية المبهرة.

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر

    الثقافة

      المزيد من المقالات