لماذا يحظى الشاعر السوري المعاصر نزار قباني بشعبية كبيرة في العالم العربي؟

ADVERTISEMENT

يُعد نزار قباني من أبرز شعراء العرب في العصر الحديث. عمل في الدبلوماسية وفي الشعر، وترك أثراً في السياسة والثقافة. وُلد في دمشق سنة 1923، درس الحقوق في جامعتها وتخرج سنة 1945، ثم التحق بوزارة الخارجية السورية وانتقل بين مدريد ولندن والقاهرة وبيروت، واستقال سنة 1966 ليكتب فقط.

كتب قباني بلغة تجلس بين الفصحى والعامية، ففهمه الناس بسهولة. أصدر أكثر من 30 ديواناً تناول فيها الحب والهوية والسياسة، وغنّاه عبد الحليم حافظ وكاظم الساهر وأم كلثوم.

لقّبوه «شاعر الحب» لأنه كتب عنه بكل حالاته: الفرح والألم، وغالباً تكلّم بلسان المرأة، دافعاً عنها في مجتمع يُقصيها، فكسر طابوهات كثيرة.

ADVERTISEMENT

لم يكتفِ بالحب، بل جعل القصيدة منبراً ينتقد فيه القمع والنفاق. في «الخبز والحشيش وضوء القمر» و«هوامش على دفتر الهزيمة» بعد 1967، صوّر يأس العرب.

أصابته مصائب خاصة: وفاة أُخته وهو صغير، ثم مقتل زوجته بلقيس في تفجير بيروت سنة 1981، فدخل الحزن عمق قصائده. رأى الأمة العربية جسداً واحداً يشترك بالألم، ورفض الاستعمار والخيانة.

لم يغب عن ذهنه دمشق؛ أوصى أن يُدفن فيها وسمّاها «رحم الإبداع». توفي في لندن سنة 1998، فحزن عليه العرب، وما زالت أبياته تُتلى رمزاً للحب والمقاومة والهوية.

toTop