التاريخ الغريب والمثير للدهشة للصفر

ADVERTISEMENT

يشير الصفر إلى العدم، ويحمل تاريخًا طويلًا مليئًا بالتقلبات. بدأ الأمر بفجوة بسيطة في طرق العد القديمة، ثم أصبح لاحقًا حجر الأساس في الرياضيات والفيزياء وعلوم الحاسوب.

استعمل البابليون علامة تدل على غياب القيمة حوالي عام 400 ق.م، باعتبارها بداية لفكرة الصفر. لم يقبل المصريون واليونانيون القدماء التفكير في وجود رقم يعني «لا شيء»، لأنهم رأوا في الفراغ مفهومًا فلسفيًا غير مقبول.

في الهند، أظهرت مخطوطات «بخشالي» و«لوكافيباجا» وجود فكرة الصفر دون تسميته. عام 628م، وضع براهماغوبتا أول قواعد واضحة للتعامل مع الصفر كرقم يخضع للجمع والضرب، فأرسى مكانته في الرياضيات.

ADVERTISEMENT

في الصين، أُدخِلت أولاً فجوة، ثم رمز «〇» للدلالة على الصفر في القرن الثالث عشر. أما المايا فاستخدموا نظام عدّ قاعدته 20، ورسموا صدفة لتمثيل الصفر في تقويمهم الطويل.

وصلت فكرة الصفر إلى العالم الإسلامي عبر ترجمة الكتب الهندية. تبنّى الخوارزمي المصطلح «صفر» ودمجه في الرياضيات العربية. من هناك انتقل إلى أوروبا، ونشر فيبوناتشي استخدامه عام 1202م رغم معارضة الكنيسة في البداية.

كلمة zero الإنجليزية مأخوذة من العربية «صفر»، وهي ترجمة لكلمة «شونيا» السنسكريتية التي تعني «الفراغ».

الصفر ضروري في التفاضل والتكامل ودراسة النهايات، ويُستخدم في الفيزياء كمنطلق مثل الصفر المطلق. في الحوسبة يشكّل قاعدة النظام الثنائي وأساس الفهرسة.

ADVERTISEMENT

في العصر الرقمي يدخل الصفر قواعد البيانات والبرمجة والمحاسبة، ويُشكّل أس العمليات الرقمية. مع الحوسبة الكمومية يبقى عنصرًا مركزيًا في التطورات المقبلة.

رحلة الصفر تعكس تطور التفكير البشري، إذ تحول من فكرة مجردة إلى أداة علمية وتقنية لا يستغنى عنها اليوم.

toTop