زيارة نواذيبو: دليل سياحي لثاني أكبر مدينة في موريتانيا

ADVERTISEMENT

تقع نواذيبو على شريط رملي رفيع بين الكثبان والمحيط الأطلسي، فتكون بذلك موقعًا لا نظير له. نشأت من قرية صيد صغيرة سُمّيت قديمًا بورت إتيان، ثم صارت مركزًا اقتصاديًا بعد أن جلبت ثروة السمك وميناء تصدير خام الحديد. رغم دورها التجاري، تبقى المدينة بطيئة الإيقاع، تبدو فيها القوارب الخشبية المهترئة، والطرق الترابية، والمساجد التي تكشط الدهان عن جدرانها، بينما يطغى على الناس طابع ديني وكرم بدوي.

أشهر معالم الزيارة مقبرة السفن، التي كانت الأضخم على مستوى العالم، إذ أُجبر أصحاب مئات السفن على ركنها في مياه ضحلة لسنوات طويلة. اليوم، ترتسم السفن الصدئة أمام الزائر منظرًا يشدّ الانتباه، رغم أن إزالة بعضها بدأت. جنوبًا، يظهر الرأس الأبيض (كاب بلانك) بجروفه العالية، ويؤوي أحد أندر أنواع فقمات الراهب المتوسطية التي تقترب من الانقراض. الكهوف والبرك المالحة تضفي على المكان طابعًا خاصًا يستهوي هواة الطبيعة.

ADVERTISEMENT

يبعد منتزه بانك دارجوين الوطني نحو 200 كيلومتر عن نواذيبو، وهو محمية مدرجة على قائمة التراث العالمي وتُعد محطة رئيسية لطيور الرحيل. يمارس الصيادون فيه تقاليدهم القديمة، أبرزها مطاردة الحيتان بمساعدة الدلافين. أما قطاع الحديد، فيشهد حركة دائمة بفضل قطار نقل الخام الذي يُعد من أطول القطارات في العالم، ويُمنح الركاب فرصة ركوبه لتجربة سياحية نادرة.

ثقافة نواذيبو مزيج من الإسلام، والأعراف الأفريقية، ومهنة البحر. تنوّع السكان يغني المطبخ واليوميات، إذ يباع طبق «الشيبوجين» وأطباق محلية أخرى في السوق المركزي. بعد الأكل، يُقدَّم «عطايا»، أي الشاي المغلي ثلاث مرات متتالية، وهو طقس اجتماعي ثابت.

ADVERTISEMENT

أفضل وقت لزيارة نواذيبو يبدأ من نوفمبر وينتهي في مارس حين يكون الجو معتدل. يمكن التجول فيها سيرًا أو بواسطة سيارات الأجرة الصغيرة، وتتوفر أماكن إقامة بسيطة مع ضيافة موريتانية أصيلة. ركوب قطار خام الحديد من الزويرات مغامرة مثيرة، لكن البنية التحتية محدودة، لذا يُنصح بحمل نقود نقدًا وتعلم كلمات عربية أو فرنسية. يُراعى الإحترام عند دخول المساجد أو التعامل مع كبار السن، فتصبح نواذيبو تجربة غنية في قلب موريتانيا.

toTop