روائع الفن الإسلامي في تلمسان

ADVERTISEMENT

تُعدّ تلمسان من أبرز المدن الإسلامية في شمال إفريقيا، ومن أجمل جواهر المغرب الكبير. مرّت عبر العصور بمحطات تاريخية غنية، خاصة في عهد المرابطين والموحدين، وكانت عاصمة الزناتيين والجيتول، ما منحها طابعًا حضاريًا وثقافيًا خاصًا، جعل معمارها الإسلامي الأندلسي يعكس هويتها وتاريخها بوضوح. تتميز مبانيها من قصور ومنازل ومساجد بلمسة فنية متجددة، تكشف عن عبقرية معمارية نادرة.

اسم "تلمسان" تغيّر عبر الزمن، فكانت تُعرف بـ"بوماريا" في العهد الروماني، ثم "أغادير"، ثم استقر اسمها على "تلمسان" في القرن التاسع الميلادي. تعددت التفسيرات حول أصل الاسم، منها ما يقول إنه من الأمازيغية، بمعاني مثل "المنبع الجاف" أو "مدينة الينابيع".

ADVERTISEMENT

الفن المعماري الإسلامي في تلمسان يعكس هوية السكان وثقافتهم عبر العصور، ويشمل مساجد وقصورًا وقلاعًا ومدارس، ويُظهر تراكبًا فنيًا وتاريخيًا يعكس خصوصية كل مرحلة زمنية. تُعدّ تلمسان نموذجًا كاملاً للفن المعماري الإسلامي الأندلسي.

ومن أبرز معالم تلمسان التاريخية قصر المشور، الواقع في وسط المدينة، ويُعتبر من أبرز رموزها المعمارية. بُني القصر في القرن الرابع عشر الميلادي، ويُقال إن بداياته تعود إلى يوسف بن تاشفين. استخدمه الأمير عبدالقادر الجزائري لاحقًا كمكان إقامة مؤقت.

أما مسجد المنصورة، فقد بناه السلطان أبو يعقوب يوسف عام 1299م أثناء حصاره للمدينة، وكان مرفوقًا بقصر ومساكن للجنود. يتميز المسجد بمئذنته المربعة وزخارفها الغنية، وتُعد من أعلى المآذن في الجزائر، وتُقارَب جمالًا بمئذنة المسجد الأموي في دمشق.

ADVERTISEMENT

ويُعتبر الجامع الكبير في تلمسان من أشهر المساجد التاريخية، وبُني في عهد يوسف بن تاشفين سنة 1082م، ثم وسّعه ابنه علي بن يوسف. يتميز الجامع بقبة محرابه الفريدة التي تجمع بين الزخرفة الفارسية والأسلوب الأندلسي، ما يجعله من أهم المعالم الإسلامية في الغرب الإسلامي.

toTop