أساطير الذئاب التي أرضعت البشر في التاريخ الأوروبي

ADVERTISEMENT

يرتبط تاريخ روما القديمة بأسطورة مشهورة عن الذئبة لوبا كابيتولينا التي أرضعت التوأمين رومولوس وريموس، مؤسسي المدينة. تجسد الأسطورة رمزية النشأة والبقاء والقوة، حتى أصبحت الذئبة رمزاً ثقافياً يمثل نادي روما والهوية الإيطالية.

تحكي منحوتة لوبا المصنوعة من البرونز والموجودة في روما قصة التوأمين اللذين تركا بعد أن أنجبتهما ريا سيلفيا نتيجة اغتصاب من إله الحرب مارس. رفضهما المجتمع، فوجدتهما الذئبة قرب نهر التيبر وقدمت لهما الرعاية بحنان وحماية بينما كانا يرتضعان منها ببراءة، في مشهد رمزي يجسد التضحية والرعاية.

ADVERTISEMENT

تتفرع عدة روايات حول إنقاذ التوأمين. إحداها تشير إلى أن خادم أموليوس تخلى عنهما قبيل الوصول للنهر بسبب ارتفاع المياه، مما أدى إلى انجرافهما نحو ضفة قريبة فتعهدت الذئبة برعايتهما. في رواية أخرى، تقاعس الخادم عن تنفيذ أوامره بالكامل ووضع الطفلين بجانب شجرة تين، فغمرتهما المياه حتى ظهرت الذئبة التي كانت تبحث عن الماء واستجابت لبكائهما.

عندما كبرا، أسس رومولوس وريموس مدينة روما على هضبة بالاتينا. لكن خلافاً حول بناء أسوار المدينة قاد إلى مقتل ريموس على يد رومولوس وفقاً للرواية الأوسع شهرة، إذ رأى الأخير أن أخاه أهان مشروعه الحضاري. بينما تقول روايات أخرى إن ريموس توفي لأسباب طبيعية أو قُتل بأمر من رومولوس.

ADVERTISEMENT

حكم رومولوس روما نحو 40 عاماً، حيث طور المدينة ووسع أراضيها. تظل شخصية الذئبة التي تحولت إلى رمز لنادي روما أساساً خلف هذه القصة، فقد جسدت مفهوماً عميقاً لقوة الشعب الإيطالي وصلابته. ورغم اختلاف التفاصيل، تبقى الذئبة لوبا رمزاً للأساطير الرومانية، وتُمثل فخراً واعتزازاً في الثقافة الإيطالية التي تُولي لهذه القصة مكانة رفيعة في الذاكرة الوطنية.

toTop