كيف يمكن لرواد الفضاء طلب المساعدة من القمر؟

ADVERTISEMENT

يزداد الاهتمام العالمي بكيفية إنقاذ رواد الفضاء إذا تعرضوا لحادث على سطح القمر، مع ازدياد عدد الرحلات التي تحمل بشراً إلى هناك، ومع دخول جهات جديدة مثل وكالات فضاء وشركات خاصة وقوات عسكرية. لهذا السبب عُقد في هاينان بالصين أول مؤتمر دولي مخصص لإنقاذ البشر على القمر، نظمته معاً الرابطة الدولية لسلامة الفضاء ومعهد بكين للتكنولوجيا، بهدف رسم قواعد قانونية واضحة لمواجهة الحوادث الطارئة أثناء وجود البشر على سطح القمر.

قال توماسو سجوبا، المدير التنفيذي للرابطة، إن الاستعداد للطوارئ أمر ضروري لأن معاهدة الفضاء الخارجي تلزم الدول بمساعدة أي رائد فضاء يواجه خطراً على أي جرم سماوي. وحذر من أن الإنقاذ لن يتم فعلياً إلا إذا اتفقت الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين، على خطة عمل مشتركة.

ADVERTISEMENT

دار نقاش في المؤتمر حول تأسيس هيئة شبيهة بمكتب إنقاذ الغواصات، مهمتها تنسيق عملية إخراج رواد الفضاء من المخاطر، مع التأكيد على ضرورة إجراء تدريبات مشتركة وتوفير أجهزة تعمل معاً رغم اختلاف تصنيعها. تُظهر هذه المقترحات حاجة واضحة إلى وضع خطط مسبقة، تبادل البيانات، والتعاون التقني بين الجميع.

رغم أن المعاهدات تنص على وجوب إنقاذ رواد الفضاء، فإن التطبيق على أرض الواقع يتطلب إنشاء شبكة اتصالات من القمر، وإطلاق أقمار صناعية تغطي الجانب الخفي من القمر. استشهد سجوبا بمشروع أبولو-سويوز عام 1975، حين تعاون الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة رغم التوتر السياسي، ليُثبت أن التعاون ممكن حتى بين خصوم.

ADVERTISEMENT

اتفاقيات أرتميس التي تقودها ناسا تلزم الدول المشاركة بمساعدة أي رائد فضاء في خطر، لكن الصين خارج هذه الاتفاقيات. أشار سجوبا إلى أن النصوص القانونية الحالية تبقى غامضة ما لم تُرفق بخطط تنفيذ مشتركة وتدريبات متبادلة، ودعا إلى اعتماد عبارات طوارئ مكتوبة بعدة لغات وتوفير أنظمة متوافقة بين الجميع.

يتوقع الخبراء أن تؤدي هذه الخطوات إلى زيادة الشفافية وبناء الثقة بين الدول، مما يساعد على استمرار الأنشطة الفضائية بأمان، خاصة في تنظيم حركة المرور حول القمر وضمان سلامة الجميع على سطحه.

toTop