رحلة برية إلى الوديان الجليدية والأشجار العملاقة: عبادة جمال الطبيعة في وادي يوسمايت في كاليفورنيا

ADVERTISEMENT

تُعد يوسمايت من أعاجيب الطبيعة التي تشكلت عبر ملايين السنين، بدءًا من صهارة جرانيتية تكونت قبل 100 مليون عام، بردت في أعماق الأرض لتشكّل الكتل الصخرية الضخمة. ومنذ 65 مليون عام بدأت الكتل بالظهور، وانطلقت عملية تشكل جبال سييرا نيفادا عبر النشاط التكتوني قبل نحو 25 مليون عام. خلال آخر مليونين إلى ثلاثة ملايين سنة، ساهمت الأنهار الجليدية في نحت الوديان العميقة وتشكيل تضاريس فريدة على شكل U، بخلاف وديان الأنهار التقليدية على شكل V.

سكن الأمريكيون الأصليون يوسمايت منذ نحو 8000 عام. ومع وصول الأوروبيين، تراجعت أعدادهم. في عام 1864، وقّع الرئيس لينكولن مرسومًا لحماية المنطقة، واعتُبر ذلك بداية لفكرة المتنزهات المحمية. لاحقًا، أصبحت يوسمايت حديقة وطنية سنة 1890. اليوم، تستقبل ملايين الزوار سنويًا، وتُعد من أبرز وجهات السياحة الطبيعية في أمريكا.

ADVERTISEMENT

من أبرز الشخصيات المرتبطة بيوسمايت هو جون موير، العالم والكاتب والناشط البيئي، الذي زارها عام 1868. اعتبر موير يوسمايت أرضًا مقدسة، وعمل على الترويج لفكرتها كرمز للبرية الأمريكية. أسهمت رحلته مع الرئيس تيدي روزفلت عام 1903 في ترسيخ القواعد الفيدرالية الأولى لحماية البيئة. رغم معارضة بعض المشرعين الفيدراليين لاحقًا لهذه السياسة، استمر الدعم الشعبي للحفاظ على المواقع الطبيعية.

تحتضن يوسمايت بستان ماريبوسا الذي يحتوي على بعض أكبر الكائنات الحية على وجه الأرض، ومنها أشجار السيكويا العملاقة التي يتراوح عمرها بين 1500-1800 سنة. رغم أنها ليست الأطول، إلا أن جذوعها الضخمة تمنحها تصنيفًا فريدًا من حيث الكتلة. تتحمل نيران الغابات والحشرات، لكنها تتأثر بالتغير المناخي والجفاف وحرائق الغابات المستجدة، وخاصة منذ عام 2020.

ADVERTISEMENT

أدى التغير المناخي إلى تهديد مباشر للمتنزهات الوطنية. عواصف وأعاصير مثل ساندي وماثيو وميلتون سببت أضرارًا جسيمة لمواقع محمية مثل جزيرة ليبرتي وفورت بولاسكي. وتتعرض منظومات بيئية مثل يوسمايت وسيكويا لضغوط متزايدة، مما يتطلب سياسات حماية جديدة. رغم التحديات، تبقى المتنزهات رموزًا للجمال الطبيعي وروح البرية، كما يشهد على ذلك ملايين الزوار سنويًا.

toTop