تُعد الأعاصير المدارية من أخطر الظواهر الطبيعية، وسببت عبر العقود خسائر بشرية واقتصادية كبيرة. وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ارتفع متوسط الأضرار السنوية الناتجة عنها في الولايات المتحدة من 6 مليارات دولار في الثمانينيات إلى 90 مليار دولار في العقد الأول من الألفية الجديدة. يثير هذا تساؤلات حول ما إذا كانت الأعاصير تزداد قوة، أو أن التوسع العمراني والتقني يضخم آثارها.
شهد التاريخ أعاصير مدمرة مثل الإعصار العظيم عام 1780 الذي أودى بحياة 20 ألف شخص، وإعصار جالفستون عام 1900 الذي قتل حوالي 8000، وصولًا إلى إعصار كاترينا عام 2005 الذي أودى بنحو 1800 شخص وخسائر تجاوزت 125 مليار دولار. تؤكد الأحداث العلاقة بين الكوارث الطبيعية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.
قراءة مقترحة
تتكوّن الأعاصير فوق المحيطات الدافئة التي تتجاوز درجات حرارتها 26.5 درجة مئوية. تلعب ظواهر مثل تأثير كوريوليس وقص الرياح دورًا في شدتها. بينما اعتبرتها الثقافات القديمة ظاهرة أسطورية، تُفسر اليوم بأنها نتيجة للتغيرات الحرارية وعدم استقرار الغلاف الجوي.
رغم أن عدد الأعاصير لم يزد بشكل ملحوظ عالميًا، فإن شدتها تتصاعد، خاصة الأعاصير من الفئة 4 و5. يُعزى ذلك إلى ارتفاع حرارة سطح البحر، مع دور بارز للتقنيات الحديثة في المراقبة، مثل الأقمار الصناعية، التي عززت القدرة على رصد الأعاصير وتوثيقها بدقة.
تقع الأعاصير أساسًا في المحيطات الأطلسي، الهادئ والهندي، مع ظهورها في مواقع غير معتادة بسبب تغير المناخ، كما حصل مع إعصار تشابالا في اليمن عام 2015.
شهد التنبؤ بالأعاصير تطورًا كبيرًا بفضل نماذج محدثة مثل نموذج NOAA، وأجهزة الرصد الجوي، مما ساهم في تقليل الخسائر عبر الإنذار المبكر.
تواجه الحكومات الأعاصير بسياسات حماية تشمل تعزيز معايير البناء، وإخلاءات إلزامية، وتعاونات دولية مثل إطار سينداي لتعزيز الاستعداد والمرونة المجتمعية.
توصي السلطات السكان بالاستعداد المسبق عبر حفظ مياه وطعام ومستلزمات طبية، وتأمين المنازل، والامتثال للتوجيهات الرسمية، بهدف تقليل المخاطر أثناء وبعد العاصفة.
يرتبط تزايد شدة الأعاصير بتغير المناخ، إذ تسهم المحيطات الأكثر دفئًا وارتفاع مستويات البحار في تضخيم آثار العواصف. لكن عوامل طبيعية مثل ظاهرتي النينيو والنينيا تؤثر أيضًا في سلوك الأعاصير.
يعتمد مستقبل التعامل مع الأعاصير على الابتكار التقني، كاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البنية التحتية بإجراءات مثل مصدات الأمواج وزراعة المانجروف. يعد التعاون العالمي في العمل المناخي عاملًا محوريًا في تخفيف آثار الكوارث.
السياحة في أيت بنحدو: استكشاف جوهرة المغرب
رحلة إلى إسطنبول في الذاكرة بين الماضي والحاضر
العملات الرقمية في العالم العربي: استثمار ذكي أم مقامرة مالية؟
في ظل تغير المناخ والتلوث: هل سيكون الكوكب قابلًا للعيش بعد ٢٠ سنة
السفن لا تختفي في منطقة البحيرات العظمى في مثلث برمودا
هل القمر عبارة عن قطعة مقذوفة من الأرض؟
لماذا لم تتمكن النجوم الأولى من النمو إلى الأبد؟
جولو - مهرجان الدمى داخل منزل هندي جميل
التاريخ والثقافة الغنية لألبانيا
هذه المواقع الـ15 ستدفع لك يوميًا خلال 24 ساعة: وظائف سهلة من المنزل










