كيف يؤدي تعدد المهام إلى استنزاف دماغك

ADVERTISEMENT

في سوق العمل اليوم، يُطلب من الموظف أن يجري عدّة أعمال معًا، ويُعدّ ذلك دليل كفاءة. لكن دراسات جديدة تقول إن هذه القدرة التي يُظن أنها مفيدة تضرّ الذهن والعمل على حدّ سواء. الدماغ، رغم اتساع إمكاناته، لا يُنجز مهمتين حقًا في لحظة واحدة؛ يخسر تركيزه ويُخطئ ويُبطئ.

يقصد بـ«تعدد المهام» مزاولة نشاطين أو أكثر في آنٍ واحد، كالرد على بريد إلكتروني أثناء الاجتماع عبر الفيديو. هذا الأسلوب يجبر الذهن على القفز من عمل لآخر، فيُرهق ويُكثر الأخطاء ويُقلّل الناتج. من يكثر من المزج بين الأعمال يُنهي كل واحدة أسرع لكن بمستوى أدنى.

ADVERTISEMENT

حين يُقسم الإنسان انتباهه بين مهام، يضيع التركيز وتضعف الذاكرة الآنية، ويزداد احتمال القرار المتسرع أو تفويت التفاصيل. التدريب المستمر على المزج يُقلّل كفاءة الدماغ مع الوقت، ويُرقق النسيج الرمادي المسؤول عن التحكم والانضباط.

يُرجّح البعض أن المزامنة توفّر وقتاً، بينما الحقيقة أن الذهن يدفع ثمن الانتقال بين الأعمال؛ ثوانٍ أو دقائق يُعيد فيها ترتيب أفكاره. الدراسات تقيس هذا الثمن فتجده يُجهد الذاكرة العاملة ويُخفض جودة النتيجة. مثال بسيط: فتح بريد إلكتروني أثناء كتابة تقرير يقطع السياق، ويحتاج العقل وقتاً لاستعادة الخيط.

ADVERTISEMENT

الحل الأفضل هو «العمل المركّز»: إنجاز مهمة واحدة في جلسة هادئة. البحث يُثبت أن الذهن حين يغوص في عمل واحد يدخل حالة تدفق تُحسّن الأداء والإبداع. توفير مكان هادئ، وتحديد فترات خالية من المقاطعات، يُخرج عملاً أجود ويُبقي الطاقة. يتطلّب ذلك تبديل ثقافة المؤسسة التي تُصفق للمزج، والتوجه إلى تقليل المشتتات وتخصيص أوقات صامتة للإنتاج المدروس.

toTop