ولادة خمسة غزلان رملية عربية: منارة للحفاظ على البيئة

ADVERTISEMENT

شهد المركز الوطني للحياة الفطرية مؤخراً ولادة خمسة من غزال الرمل العربي (Gazella marica)، وهو إنجاز يُعزز جهود الحفاظ على النوع الصحراوي النادر. تجولت الغزلان في صحارى الجزيرة العربية قديماً بأعداد كبيرة، لكن التغيرات المناخية، والصيد الجائر، وتوسّع المدن أدّت إلى انخفاض أعدادها بشكل حاد، فباتت الجهود العلمية والمحافظة البيئية ضرورة ملحة.

الغزلان تنتمي إلى فصيلة البقريات، وتملك صفات تساعدها على العيش في البيئات الجافة، مثل الأرجل الطويلة، والفراء الفاتح، والقدرة على تنظيم حرارة الجسم. يُعد غزال الرمال العربي من الأنواع ذات الأهمية البيولوجية والدلالات الثقافية في المنطقة، وأظهرت دراسات وراثية حديثة أنه نوع مستقل عن غزال الدراق، ما زاد من أهمية وضع برامج حفظ خاصة بجيناته.

ADVERTISEMENT

تعيش الغزلان في بيئات متنوعة مثل الصحارى والسافانا وغابات الأكاسيا، وتتغذى على الأعشاب والشجيرات. تواجه تهديدات بسبب تقسيم المواطن والتغير المناخي، خاصة في العالم العربي حيث كانت رمزاً للجمال والقوة في الأدب والفنون. يُقدّر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وجود أقل من 3000 غزال رملي بري حول العالم.

تُسجّل بعض الدول العربية أعداداً مختلفة من الغزلان، منها السعودية (نحو 3000)، الإمارات (2500)، سلطنة عمان (أقل من 1000)، وقطر والأردن بأعداد أصغر. تُدير هذه الدول برامج حماية فعالة، تشمل التكاثر في الأسر والمحميات الطبيعية، مثل صير بني ياس ومحمية الريم، تحت إشراف هيئات مثل المركز الوطني للحياة الفطرية وهيئة البيئة - أبوظبي.

ADVERTISEMENT

تأتي ولادة خمسة غزلان من هذا النوع كدعم لتنوّع الجينات واستمرار النوع، وقد تجاوزت جميع العجول مرحلة الخطر الأولى بنجاح. تهدف الخطط المستقبلية إلى إطلاق الغزلان في مواطن محمية، وتعزيز التوعية المجتمعية حول أهميتها.

يعتمد مستقبل غزال الرمل العربي على دمج البحث العلمي مع الحماية الميدانية والسياحة البيئية المنظمة. يُتوقع أن تصل قيمة السياحة البيئية الخليجية إلى 600 مليون دولار بحلول عام 2030، ما يفتح آفاقاً جديدة لحفظ الحياة البرية في البيئات الصحراوية.

toTop