الأنهار الجليدية الاصطناعية والأمن المائي في شمال باكستان: تحليل متكامل

ADVERTISEMENT

تتزايد أزمة المياه في باكستان بسبب تغير المناخ؛ فالحرارة العالمية تسرّع ذوبان الأنهار الجليدية وتخلّ بمواعيد تدفق المياه. لمواجهة الوضع، أُنشئت في شمال البلاد "أنهار جليدية صناعية" تُعرف باسم ستوباس الجليد. تجمّد المياه الشتوية فيها وتُطلق ببطء خلال الربيع والصيف، لتؤدي دور خزن طبيعي.

تعتمد باكستان منذ زمن بعيد على نهر السند وروافده التي تغذيها الأنهار الجليدية لهيمالايا وكاراكورام. تكتسب مناطق جبلية مثل جيلجيت بالتستان وشيترال أهمية قصوى؛ إذ تضم نحو 7253 نهراً جليدياً، وهي أعلى كثافة خارج القطبين. تمدّ هذه الأنهار الزراعة والكهرباء ومياه الشرب، لكنها تتقلص الآن بسرعة.

ADVERTISEMENT

شمال باكستان يشهد ارتفاعاً حاداً في الحرارة بلغ 0.6 درجة مئوية خلال العقد، مع تناقص كمية الثلوج. نتج عن ذلك ذوبان مبكر للمياه وفيضانات جليدية مدمرة من نوع GLOFs دمرت بنية تحتية وأجبرت السكان على مغادرة منازلهم.

المناطق الجبلية الشمالية، الغنية بالتراث والثقافة، تضم تقانات ري قديمة ومجتمعات اعتادت على قلة الموارد. اليوم، تقدّم "الأنهار الجليدية الصناعية" حلاً عملياً؛ فالسكان يبنون مخاريط جليدية بأنابيب تتجمد في الهواء البارد، محاكين النظام الجليدي الطبيعي. أظهرت المشاريع جدواها؛ إذ بلغت سعة بعضها 300000 لتر ورفعت الإنتاج الزراعي حتى 30٪.

ADVERTISEMENT

خصصت باكستان تمويلاً في سياستها المناخية لإنشاء 5000 نهر جليدي صناعي بحلول 2030، بدعم من مؤسسات دولية مثل UNDP وGCF. يُعد هذا التوجه، المدعوم ببيانات وأقمار صناعية، خطوة جوهرية لضمان أمن المياه في بلد يسير بسرعة نحو شحّ شديد؛ فنصيب الفرد انخفض من 5260 متراً مكعباً عام 1951 إلى 860 متراً مكعباً عام 2023.

toTop