الأقصر المدينة الأثرية: مدينة المائة باب

تقع الأقصر في جنوب مصر على جانب النيل، وتُعد من أبرز الأماكن السياحية عالميًا، لأنها تحتوي على آثار فرعونية باقية منذ آلاف السنين. كانت عاصمة مصر في عصر الدولة الحديثة، وموقعها جعلها مركزًا دينيًا وسياسيًا بارزًا.

تنقسم المدينة إلى ضفتين: الشرقية، التي تضم معبدي الأقصر والكرنك وتشهد حياة حديثة، والغربية، التي تُعرف بمقابر الملوك والملكات في وادي الملوك، حيث دُفن ملوك مثل تحتمس الثالث وتوت عنخ آمون.

معبد الكرنك أبرز معالم الأقصر، وهو من أكبر المجمعات الدينية القديمة، ويحتوي على صروح وتماثيل ضخمة تُظهر تطور العمارة الدينية. أما معبد الأقصر، الذي يبعد حوالي 3 كيلومترات، فبناه أمنحتب الثالث وأكمله رمسيس الثاني، وكان يُستخدم في احتفالات الأوبت السنوية. يربط بين المعبدين طريق الكباش التاريخي.

الضفة الغربية تضم جبال طيبة ووادي الملوك، الذي يحتوي على أكثر من 60 مقبرة ملكية مزينة بنقوش ملونة دينية. ويظهر الإبداع المعماري في معبد حتشبسوت الجنائزي، الذي يعكس قوة المرأة في الحكم.

الحياة اليومية في الأقصر مليئة بالثقافة، حيث تنتشر الأسواق التقليدية مثل سوق سافوي، وتُعرض فيها المشغولات اليدوية، والتوابل، والملابس القطنية برسومات فرعونية. وتشهد المدينة ليالي فنية بمشاركة فرق تنورة وموسيقى فولكلورية.

من المعالم الأخرى متحف الأقصر، ومتحف التحنيط، وقرية الحرفيين، بالإضافة إلى رحلات نيلية تُظهر مناظر طبيعية خلابة. تُعد الأقصر اليوم مدينة سياحية عالمية تستضيف مهرجانات ثقافية مثل مهرجان السينما الأفريقية، وشهدت مؤخرًا تطويرًا للبنية التحتية يعزز مكانتها كواحدة من أبرز مدن السياحة في مصر.