الهيئة السعودية للأزياء تصدر ورقة عمل بعنوان ”تدوير الإحرام“ لتعزيز الحج المستدام

ADVERTISEMENT

أطلقت هيئة الأزياء السعودية مبادرة لم يسبق لها مثيل بعنوان "تدوير الإحرام: نسج تجربة حج وعمرة أكثر مراعاة للبيئة"، بهدف تقليل الضرر البيئي الناتج عن ثياب الإحرام التي يرتديها ملايين المسلمين كل عام. تعكس المبادرة التقاء الوعي البيئي بالروح الديني ضمن رؤية المملكة 2030 للاستدامة.

الإحرام رمز للطهارة والمساواة، وبساطته لا تعني أن تأثيره بسيط؛ فالكميات التي تُرمى سنويًا تُحدث ضررًا بيئيًا كبيرًا. تشير التقديرات إلى أن النفايات الناتجة عن الإحرام ستصل إلى 100 ألف طن بحلول عام 2030، وستُطلق أكثر من 615 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون إذا لم تُعاد تدويرها.

ADVERTISEMENT

تركز المبادرة على إعادة تدوير الإحرام عبر خطة متكاملة تبدأ بجمع الثياب في مكة والمدينة من خلال نقاط خاصة، بالتعاون مع الجهات الرسمية والجمعيات غير الربحية. بعد الجمع، تُفرز الأقمشة وتُعالج لتُحوَّل إلى خيوط جديدة تُستخدم في صناعة أزياء ومنتجات منزلية وفق معايير التصميم المستدام.

تشمل الخطة أيضًا حملات توعية لحث الحجاج على التبرع بإحراماتهم بعد الاستخدام، مع إشراك المصممين وخبراء البيئة في إنتاج منتجات تجمع بين التراث والابتكار.

نجاح المشروع يتوقف على شراكات فعالة؛ فقد تم التعاون مع الشركة السعودية للاستثمار في إعادة التدوير وشركة "تدويم" الناشئة. وفي التجربة التجريبية عام 2023، تم جمع وتدوير 34 طنًا من الإحرامات، ما يُظهر إمكانية التوسع. يشارك في المشروع أيضًا جامعات ومؤسسات دينية ومنظمات بيئية.

ADVERTISEMENT

تتماشى المبادرة مع رؤية السعودية 2030، وتُظهر كيف يُدمج التقليد مع الابتكار لتحقيق استدامة شاملة. وتُعد نموذجًا يُحتذى به في دول إسلامية مثل إندونيسيا ومصر وتركيا، حيث تُعزز التزام المجتمعات بالقيم الدينية والبيئية معًا.

رغم التحديات، مثل توسيع العمليات اللوجستية والحفاظ على جودة المنتجات المعاد تدويرها، تسعى الهيئة لتجاوزها عبر خطة تشمل الاستثمار في التقنية واستصدار فتاوى داعمة. يُشكل البرنامج بذلك خطوة استراتيجية لمواءمة الروحانية مع حماية البيئة، وتعزيز مفهوم المسؤولية الجماعية تجاه الأرض.

toTop