button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

ساعة نهاية العالم تقترب من منتصف الليل بـ 89 ثانية، وهي الأقرب على الإطلاق

ADVERTISEMENT

في عام 2024، اقتربت البشرية أكثر من أي وقت مضى من الكارثة، واستمرت الأحداث التي أثارت قلق مجلس العلوم والأمن. وعلى الرغم من العلامات الواضحة على الخطر، فشلت الدول في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير المسار. ونتيجة لذلك، ننقل الآن ساعة نهاية العالم من 90 ثانية إلى 89 ثانية قبل منتصف الليل، وهي أقرب مسافة على الإطلاق من الكارثة. نأمل بشدة أن يدرك القادة المأزق الوجودي الذي يواجه العالم ويتخذوا إجراءات جريئة للحد من التهديدات التي تشكلها الأسلحة النووية، وتغير المناخ، وإساءة استخدام العلوم البيولوجية، ومجموعة متنوعة من التقنيات الناشئة. كان هذا بيان مجلس العلوم والأمن الذي يحذر من كارثة. فما هو هذا المجلس؟ وماذا يعني تقديم ساعة نهاية العالم ثانية واحدة؟

مجلس العلوم والأمن، ونشرة العلماء الذريين:

ADVERTISEMENT

هو مجموعة مختارة من العلماء المعترف بهم عالميًا (منهم حوالي 15 حائزًا على جائزة نوبل) الذين يركزون بشكل خاص على المخاطر النووية، وتغير المناخ، والتقنيات التخريبية. يشارك أعضاء المجلس في مناقشة القضايا الحاسمة، بما في ذلك ضبط عقارب ساعة نهاية العالم الخاصة، ويزوّدون نشرة العلماء الذريين بوجهات نظر خارجية موضوعية حول الاتجاهات والقضايا في هذه المجالات.

الصورة بواسطة Notrealname1234 على wikimedia

غلاف نشرة العلماء الذريين منذ عام 1947

ساعة نهاية العالم:

أُنشئت ساعة نهاية العالم لأول مرة من قبل مجموعة شكلها علماء مشروع مانهاتن في عام 1947، الذين لم يرغبوا في استخدام الأسلحة الذرية ضد البشر. وكان ذلك بعد استخدام القنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية. تم ضبط الساعة على 7 دقائق قبل منتصف الليل. والساعة هي استعارة مجازية وليست تنبؤًا؛ أي إن الوقت الموجود على الساعة لا يجب تفسيره على أنه الوقت الفعلي.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Vietnamese Editor على wikimedia

في بداية 2025، ضُبطت ساعة نهاية العالم على منتصف الليل إلا 89 ثانية

في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ازداد خطر الحرب النووية بشكل كبير، ما جعل عقرب الدقائق على بعد ثلاث دقائق من الساعة 12. كان تقريب عقرب الدقائق من منتصف الليل طريقة النشرة لتحذير الجمهور من التهديدات التي يواجهها البشر من صنع الإنسان.

بحلول عام 1991، ومع انتهاء الحرب الباردة رسميًا، عادت الساعة إلى الساعة 11:43 مساءً.

ولكنّ الهدوء لم يدم طويلاً؛ فمنذ مطلع القرن، دفعت الصراعات الدولية وتغير المناخ والأمراض عقارب الساعة إلى الاقتراب أكثر من الساعة 12.

الصورة بواسطة RicHard-59 على Wikimedia

ساعة نهاية العالم على مدى السنوات

ما هي المخاطر الحالية؟

المخاطر النووية:

دخلت الحرب في أوكرانيا عامها الثالث. وعلى الرغم من محاولات التهدئة من جميع الأطراف، إلا أن الصراع قد يتحول إلى صراع نووي في أية لحظة بسبب قرار متسرع أو حادث أو سوء تقدير. ويهدد الصراع في الشرق الأوسط ومناطق أخرى بالخروج عن السيطرة والتحول إلى حرب أوسع نطاقًا دون سابق إنذار. وتقوم الدول التي تمتلك أسلحة نووية بزيادة حجم ودور ترساناتها، وتستثمر ترليونات الدولارات في أسلحة يمكن أن تدمر الحضارة. إن الاتصالات رفيعة المستوى بين القوى النووية غير كافية على الإطلاق بالنظر إلى الخطر المحدق.

ADVERTISEMENT

التغير المناخي:

ازدادت آثار تغير المناخ في العام الماضي، حيث تجاوز ارتفاع مستوى سطح البحر ودرجة حرارة سطح الأرض، الأرقام القياسية السابقة. واستمرت انبعاثات غازات الدفيئة العالمية في الارتفاع. وأثرت الظواهر الجوية المتطرفة، كالفيضانات والأعاصير الاستوائية وموجات الحرارة والجفاف وحرائق الغابات، على جميع القارات. لا تزال التوقعات طويلة الأجل لمحاولات العالم للتعامل مع تغير المناخ سيئة، حيث فشلت معظم الحكومات في اتخاذ المبادرات المالية والسياسية اللازمة لوقف الاحتباس الحراري. كان النمو في طاقة الشمس والرياح مثيرًا للإعجاب، لكنه لا يزال غير كافٍ لتثبيت المناخ.

الصورة بواسطة naturfreund_pics على pixabay

التغير المناخي العالمي من أكبر المشكلات

المجال البيولوجي:

لا تزال الأمراض الناشئة والمتجددة تهدد الاقتصاد والمجتمع والأمن في العالم. وقد أدى ظهور إنفلونزا الطيور شديدة العدوى في غير موسمها، وانتشارها إلى الحيوانات الزراعية ومنتجات الألبان، وظهور حالات إصابة بشرية، إلى زيادة احتمال حدوث جائحة بشرية مدمرة. كذلك يستمر بناء مختبرات بيولوجية في جميع أنحاء العالم. صحيح أن من المفترض أنها شديدة العزل، لكن أنظمة الرقابة عليها لا تواكب ذلك، ما يزيد من احتمال تسرب مسببات الأمراض التي قد تؤدي إلى جائحة. من جهة أخرى، أدى التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي إلى زيادة خطر تصميم أسلحة بيولوجية لا توجد لها تدابير مضادة.

ADVERTISEMENT

التقنيات التخريبية:

استُخدمت أنظمة تدمج الذكاء الاصطناعي في الاستهداف العسكري في أوكرانيا والشرق الأوسط، وتسعى عدة دول إلى دمج الذكاء الاصطناعي في جيوشها. وتثير هذه الجهود تساؤلات حول المدى الذي سيُسمح فيه للآلات باتخاذ قرارات عسكرية. تنعكس التوترات بين القوى الكبرى بشكل متزايد في المنافسة في الفضاء أيضًا، مع وجود خطط لوضع أسلحة نووية في المدار.

التضليل الإعلامي:

تتفاقم المخاطر السابقة بشكل كبير بسبب عامل مضاعف للتهديدات: انتشار المعلومات المضللة التي تضر بنظام الاتصالات وتزيد من طمس الحدود الفاصلة بين الحقيقة والكذب. يسهّل التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي نشرَ المعلومات غير الصحيحة عبر الإنترنت، ويصعّب اكتشافَها. وفي الوقت نفسه، تنخرط الدول في جهود عابرة للحدود لاستخدام التضليل وأشكال أخرى من الدعاية. كما أن المشهد الإعلامي المتضرر يُنتج قادة يستخفون بالعلم ويسعون إلى قمع حرية التعبير وحقوق الإنسان، ما يضر بالمناقشات العامة القائمة على الحقائق واللازمة لمكافحة التهديدات الهائلة التي يواجهها العالم.

ADVERTISEMENT

الخاتمة:

بتقديم الساعة ثانية واحدة أقرب إلى منتصف الليل، ترسل النشرة إشارة واضحة: نظرًا لأن العالم أصبح بالفعل على شفا الهاوية، فإن أي تحرك ولو بثانية واحدة يجب أن يُعتبر مؤشرًا على خطر شديد، وتحذيرًا لا لبس فيه بأن كل ثانية من التأخير في عكس المسار تزيد من احتمال وقوع كارثة عالمية. وتقع على عاتق الدول الكبرى المسؤولية الأساسية عن إنقاذ العالم من حافة الهاوية، ويمكنها القيام بذلك إذا بدأ قادتها بجدية مناقشات حسنة النية حول التهديدات العالمية الموضحة هنا. على الرغم من خلافاتهم العميقة، يجب عليهم اتخاذ هذه الخطوة الأولى دون تأخير، فالعالم يعتمد على اتخاذ إجراءات فورية. إنها 89 ثانية قبل منتصف الليل!

toTop