تمثال قديم يعود إلى تركيا بعد 65 عامًا

ADVERTISEMENT

بعد غياب دام أكثر من ستين عاماً، وصل تمثال روماني أو هلنستي إلى تركيا. المنطقة التي خرج منها التمثال تقع جنوب غرب الأناضول، وهي أرض حملت حضارات الليقيين والإغريق والرومان. يُعتقد أن أحدهم وجد التمثال أوائل القرن العشرين دون تصريح رسمي، ثم تغيّب عن الأنظار منتصف القرن، ونُقل على الأرجح بطريقة مخالفة للقانون إلى أوروبا، فبقي مكانه غير معروف رغم ذكره في دراسات أكاديمية.

وزارة الثقافة والسياحة التركية سعت للعثور على التمثال، واستفادت من تعاون دولي متزايد لوقف الاتجار غير المشروع بالآثار. عُرف موقع التمثال داخل مؤسسة أوروبية، فبدأت مفاوضات دبلوماسية انتهت بإعادته، مستندة إلى اتفاقيات ووثائق منشأ دقيقة وصور أرشيفية. عودة التمثال أصبحت رمزاً للاستعادة الثقافية، وأثارت فخراً محلياً واهتماماً متجدداً بالتراث الوطني المفقود.

ADVERTISEMENT

نُحت التمثال من رخام مصقول، ويُظهر سيدة نبيلة أو إلهاً. يبرز فيه النحت الدقيق والتفاصيل الواقعية، ما يدل على مستوى فني راقٍ في الأناضول خلال القرن الثاني قبل الميلاد. سيعرض في متحف قريب من موضعه الأصلي ضمن معارض دورية تتيح للزائرين والباحثين فهماً أعمق لتاريخه، ما يدعم توثيق الهوية الثقافية عبر التراث المادي.

تلفت هذه العودة الأنظار إلى المعركة الدولية ضد تهريب الآثار، خصوصاً في مناطق النزاع. بفضل اتفاقية اليونسكو لعام 1970، عززت تركيا جهودها لاستعادة ممتلكاتها الثقافية، وأسست سابقة يُحتذى بها. التعاون مع متاحف عالمية يعكس تحولاً في السياسات نحو إعادة القطع المسروقة بدلاً من الإبقاء عليها.

ADVERTISEMENT

تدرس الأبحاث إمكانية ربط التمثال بقطع أخرى في المنطقة، بينما يُعدّ فريق مشاريع عرض متطورة تشمل تقنيات الواقع الافتراضي تنقل الزائرين إلى البيئة الأصلية التي وُضع فيها التمثال. تستهدف برامج تعليمية توعية الأجيال الشابة بأهمية حماية التراث والحد من السرقة الثقافية. تُعد هذه الاستعادة نموذجاً للشفافية الثقافية وإعادة الربط بين الأجيال وتاريخها.

toTop