خمس عادات "صحية" تُسرّع شيخوخة الإنسان بهدوء: تبدو ذكية، وتشعر أنها صحيحة. لكن العلم، وقصص المرضى، تروي قصة مختلفة

ADVERTISEMENT

الشيخوخة هي تغيّر بيولوجي تدريجي يبدأ داخل الخلايا ثم يصل إلى الأعضاء. يظهر في صورة تلف يومي في الحمض النووي، تقصّر في طرفي الكروموسومات، وبطء في إنتاج الطاقة داخل الميتوكوندريا. مع مرور السنوات، يتراكم الضرر فتبرز التجاعيد، تضعف العضلات، ويقلّ نشاط الجهاز المناعي. الإجهاد التأكسدي، قلة إصلاح الخلايا، وتراكب الأخطاء الجينية تُسرّع هذا التدهور.

الطب كشف أن عادات يُروّج لها على أنها مفيدة تُسرّع الشيخوخة فعلاً. الجري لساعات طويلة يرفع الجذور الحرة. حميات تُقصي الدهون تقطع عن الجسم فيتامينات أساسية. العصائر المحلاة ترفع السكر فجأة وتُهدّد مرونة الجلد. تجنّب الشمس يخفض فيتامين D فتضعف العظام والمناعة. حبوب الفيتامينات بكميات كبيرة تُرهق الكبد دون حاجة حقيقية.

ADVERTISEMENT

تقارير المرضى ونتائج الدراسات تُظهر أضراراً ظاهرة لدى من يطبقون تلك العادات، ما يُبطل زعم فائدتها. أطباء الشيخوخة يؤكدون أن أكل «نظيف» خالٍ من الدهون أو كؤوس العصائر اليومية يُضعف الجسم عوضاً عن تقويته.

يطلب الباحثون اعتماد أربع خطوات: طعام متوازن على غرار حمية MIND أو البحر المتوسط، تدريب الأوزان ثلاث مرات أسبوعياً، سبع ساعات نوم متصلة، والجلوس في الشمس خمس عشرة دقيقة قبل الظهر. يُضاف إليها اختيار المكمل بحاجة فعلية، تقليل الضغط النفسي، والحفاظ على صداقات قوية؛ كل ذلك يُبقي الخلايا والدماغ في حالة أفضل.

ADVERTISEMENT

على مستوى المدينة، يجب تمويل حملات توعية تُقدّم نصائح عملية، وبناء ساحات رياضية آمنة وأسواق توفر خضاراً وأسماكاً طازجة لكبار السن. يُستثمر أيضاً في مختبرات تقيس العمر البيولوجي وعيادات طب نمط الحياة لاكتشاف الخلل مبكراً وتعديله قبل ظهور المرض.

الشيخوخة تأتي لا محالة، لكن سرعة التراجع قرار شخصي. بدل السير وراء شعارات «صحية» زائفة، يكفي اعتماد خطة مدمجة: طعام كامل، حركة معتدلة، نوم منتظم، وعلاقات اجتماعية دافئة؛ تمنح الجسم قوة أكبر والعمر حلاوة أطول.

toTop