تم افتتاح جسر ثقافي استثنائي بين الصين والمملكة العربية السعودية مع إطلاق معرض ”لمحات من الممالك القديمة في شمال الجزيرة العربية“، وهو معرض كبير للقطع الأثرية القديمة من العلا المعروضة حاليًا في متحف موقع عاصمة أسرة شانغ في مقاطعة خنان. يستمر هذا المعرض حتى 5 كانون الثاني / يناير القادم، وهو جزء من السنة الثقافية السعودية الصينية 2025، ويتم تنظيمه بالاشتراك بين الهيئة الملكية السعودية لمحافظة العلا والمتحف الصيني.
يعرض هذا المعرض ثروة من الكنوز التاريخية - أكثر من 30 قطعة نادرة من العلا، نصفها يعرَض للجمهور لأول مرة. توفر هذه القطع الأثرية نافذة حية على ممالك دادان ولحيان والأنباط، التي كانت ذات يوم قوى مؤثرة في شمال شبه الجزيرة العربية القديمة، حيث كانت تسيطر على طرق القوافل الممتدة من شبه الجزيرة العربية إلى مصر وبلاد ما بين النهرين والبحر الأبيض المتوسط.
قراءة مقترحة
من بين أبرز المعالم:
تمثال من الحجر الرملي لحاكم لحياني من دادان، يعود تاريخه إلى ما بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد. تتميز هذه القطعة بحرفية صنعها وأهميتها التاريخية.
تمثال حاكم لحياني
شظايا من التماثيل التي تركها الزوار في مواقع روحية مهمة مثل أم دراج وجبل دادان، والتي تظهر الممارسات الدينية والاجتماعية للعبادة في المنطقة.
قطعة من الحرير النبطي عمرها 2000 عام، عُثر عليها داخل مقبرة ضخمة، ما يشير إلى التجارة الفاخرة والحرفية النسيجية الراقية في العصور القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، تُعرض قطع أثرية صينية - مثل تماثيل الجمال ومباخر البخور ومستحضرات التجميل والأشياء المنقوشة - جنبًا إلى جنب مع قطع العلا. يوضح المنظمون أن هذه القطع توضح أوجه التشابه بين الحضارتين الصينية والعربية القديمة في مجالات مثل التجارة والحياة اليومية والطقوس والفنون.
قطعة أثرية من العلا
تقع العلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من أغنى المناطق الأثرية في المنطقة، حيث تضم طبقات من المستوطنات البشرية تعود إلى ما لا يقل عن 7000 عام. وهي موطن لمواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك مدائن صالح، ودادان، التي تحافظ على المقابر والنقوش الصخرية والمعابد والهندسة المعمارية الضخمة.
يتيح المعرض للجمهور رؤية كيف تطورت هذه المجتمعات القديمة - كيف بنوا المقابر، وكيف كانت تعمل شبكاتهم الروحية والتجارية، وكيف طوروا الفن والحرف والكتابة. بالنسبة للعديد من الزوار في الصين، من المحتمل أن تكون هذه هي المرة الأولى التي يرون فيها هذه القطع المحددة (خاصة تلك المعروضة لأول مرة). وهذا لا يمثل فقط توعية ثقافية، بل يمثل أيضًا شفافية أثرية.
كتابات دادانية على قطعة حجرية
ما يجعل هذا المعرض أكثر من مجرد عرض للقطع الأثرية هو سعيه إلى إقامة مقارنات تاريخية والإشارة إلى الإرث المشترك:
تضم كل من محافظة العلا ومقاطعة خنان في الصين مواقع تراثية ذات تاريخ طويل. ويصور المعرض هاتين المنطقتين كنقاط التقاء لشبكات قديمة – للتجارة والثقافة والسفر والمعرفة – تسبق العديد من الحدود الحديثة.
يشير وجود قطع من الحرير في العلا وعرض قطع صينية في المعرض إلى طرق التجارة والتبادل القديمة. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على أن ممالك شمال شبه الجزيرة العربية كانت على اتصال مباشر مع الصين في عهد الأسر الحاكمة، فإن هذه التشابهات تشجع على الحوار حول التأثير بين الثقافات والابتكار المشترك والتجارب الإنسانية المشتركة عبر المسافات.
يُبرز المعرض طريق البخور، وشبكات القوافل التي ظهرت لاحقًا، والتي ربطت شبه الجزيرة العربية بأنظمة تجارية أوسع. كانت هذه الطرق تنقل البخور والتوابل والمنسوجات والسلع الفاخرة، ما خفف من حدة التباعد بين ثقافات قد تبدو معزولة لولا ذلك.
فهم أعمق للحضارات التي كانت موجودة في ما يعرف اليوم بشمال غرب المملكة العربية السعودية، والتي غالباً ما يتم تجاهلها في الروايات التاريخية السائدة.
إدراك ثراء وتنوع العلا القديمة: ليس فقط المقابر والآثار، بل الحياة اليومية والروحانية والفنون والصلات بالبيئة الطبيعية.
التعرف على ممالك أقل شهرة (دادان، لحيان) وقطع أثرية غير معروفة، يعرض الكثير منها لأول مرة.
هذا المعرض هو جزء من السنة الثقافية السعودية الصينية 2025. وهو يعزز علاقات القوة الناعمة والتفاهم بين الثقافات بين البلدين مع تزايد التبادل الثقافي.
مع ازدياد شهرة العلا عالمياً، سواء لجمالها الطبيعي أو لقيمتها الأثرية، يتزايد اهتمام السياح والعلماء ومحبي التراث بها. وتعمل المعارض في الخارج كسفراء، ما يرفع من مكانة العلا.
من المرجح أن تتوسع فرص التعاون في مجال البحوث وتبادل الطلاب وترجمة مواد المواقع التراثية وممارسات المتاحف المشتركة.
يقدم معرض ” لمحات من الممالك القديمة في شمال الجزيرة العربية“ أكثر من مجرد فرصة للاستمتاع بالقطع الأثرية القديمة؛ فهو يقدم سردًا للحضارة الإنسانية، وطرق التجارة والممارسات الدينية، والفنون التي ولدت في الأراضي القاحلة، والروابط التي تعبر البحار والقارات. بالنسبة للزوار الصينيين، فإنه يكشف عن تراث بعيد، ولكنه يشترك معهم في مواضيع الكتابة والتجارة والمعتقدات والطموحات الإنسانية. بالنسبة للسعوديين وأمناء متحف العلا، فإنه يمثل لحظة اعتراف دولي - تأكيدًا على أن تراثهم فريد من نوعه وله صدى عالمي.
مع استمرار المعرض حتى بداية العام القادم، فإنه يعد ليس فقط بالتثقيف بل بالإلهام أيضًا. ما هي الاكتشافات الجديدة التي تنتظرنا؟ ما هي الشراكات التي ستظهر؟ ما هو الاحترام المتبادل الذي سيتعمق بين ثقافتين تربطهما التاريخ والتجارة والفن؟ هذه هي القصص الأكثر ثراءً التي ترويها مثل هذه المعارض وتساعد في كتابتها.
الأقصر المدينة الأثرية: مدينة المائة باب
كم مرة يجب عليك تنظيف أسنانك؟
التأمين على السيارات: كيف تختار البوليصة الأنسب وتوفّر المال؟
ماذا يحتاج طفلي المراهق أثناء التعليم الثانوي
طريق المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034
هل هناك ما يكفي من الأرض لإطعام العالم وتخزين الكربون؟
رواد الفضاء الصينيون ينتجون وقود الصواريخ في المدار
الأوبرا باللغة العربية: تاريخ وأشهر المؤلفات باللغة العربية
بحر قزوين: أكبر مسطح مائي داخلي
كيفية جعل الأطعمة فائقة المعالجة صحية