إن سر الحد من أزمة هدر الغذاء العالمية يكمن في بقايا الطعام: فلنعد تصور وجباتنا ونجعل الهدر شيئاً من الماضي

ADVERTISEMENT

أزمة رمي الطعام تُعدّ من أضخم المشكلات البيئية والاجتماعية والاقتصادية اليوم؛ يُرمى سنوياً نحو ثلث ما يُنتَج من الطعام بينما يعاني ملايين من الجوع. ينبعث غاز الميثان من النفايات فتزداد حرارة الأرض، وتضيع كميات كبيرة من الماء والطاقة التي استُخدمت في الإنتاج. يبلغ وزن الرمي 1.3 مليار طن كل عام، ويُكبّد الاقتصاد العالمي خسارة تقترب من تريليون دولار.

مع تزايد عدد سكان المدن وتبدّل عادات الشراء، امتدت المشكلة إلى كل الدول، الغنية والفقرة. في الدول الصناعية يُرمى الطعام بسبب معايير الشكل الصارمة، شراء كميات أكبر من الحاجة، وخلط تاريخ «الأفضل قبل» مع تاريخ الانتهاء. أما الدول النامية فتخسر قسماً كبيراً بعد الحصاد بسبب مخازن غير ملائمة وطرق نقل بدائية.

ADVERTISEMENT

تتشابك أسباب اقتصادية وثقافية واجتماعية: قلة المعرفة بثمن الغذاء وغياب تقدير تعب المزارعين يجعل كثيرين ينظرون إلى الطعام كشيء رخيص. في المقابل، ظهرت مبادرات تُقلل الرمي وتُعزز استهلاكاً أخفّ ضرراً بالبيئة.

من بين المبادرات: طهي بقايا الوجبات لتحضير أطباق جديدة، إقامة أسواق تبيع المنتجات ذات الشكل غير المثالي بأسعار رمزية، استخدام تبريد وتغليف ذكي يُطيل عمر الطعام. تطبيقات مثل «Too Good To Go» و«Olio» تربط المستهلكين بالمتاجر التي تملك فائضاً.

تُصدر الحكومات قوانين تُلزم المتاجر بالتبرع بالفائض، وتُنفّذ خططاً وطنية لكبح الرمي. يبدأ التغيير الحقيقي بالتعليم؛ يتعلم الناس كيف يخططون للوجبات، ويفهمون الفرق بين «الأفضل قبل» و«ينتهي الاستخدام»، فينخفض ما يُلقى في سلة المهملات.

ADVERTISEMENT

جانب أخلاقي يفرض احترام الطعام في وقت يجوع فيه الملايين. المدارس والمجتمع يزرعان منذ الصغر عادة الشراء والأكل بوعي.

تشير التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيُحسّن تقدير الطلب فيقلل الإنتاج الزائد، بينما تظهر مواد حافظة جديدة وأغذية بديلة. إذا اقترنت الابتكارات بتعديل سلوك كل فرد، يتحول الرمي من أزمة إلى فرصة لعالم أعدل وأكثر استدامة.

toTop