زخارف الأبواب التقليدية في المملكة العربية السعودية

ADVERTISEMENT

الأبواب التقليدية في السعودية جزء ثابت من تراث البلاد المعماري والثقافي، تُظهر مهارة الحرفيين وتُعرف بها البلاد. لم تكن الأبواب حواجز فقط، بل دليل على مكانة أصحاب البيت وكرمهم وعلى قيم دينية.

نجارون محليون نحتوا الأخشاب الصلبة كالماهوجني والساج بأيديهم، وحفروا عليها نقوشًا دقيقة وأشكالًا هندسية مستوحاة من الفن الإسلامي، منها أشكال متكررة متشابكة ترمز إلى وحدة الخلق. زينوها أيضًا بورقات وأزهار تشير إلى الخصوبة والنماء، وكتبوا عليها آيات قرآنية وأسماء العائلات وأبيات دينية.

الزخرفة شملت الألوان؛ طلبوا الأبواب بالتركوازي والأحمر القاني والبني، ومسّوها بمسحات ذهبية ونحاسية ترمز إلى البيئة والطبيعة والانتماء القبلي. استخدموا مسامير ومفصلات ومطارق من النحاس والحديد، زيّنوها لتكون جميلة ومفيدة. صمموا المطرقة بشكل يفرّق بين ضربات الرجال والنساء، وكان لها حضور واضح في البيوت القديمة.

ADVERTISEMENT

تتغير أشكال الأبواب من منطقة إلى أخرى؛ السواحل تتباهى بالألوان الزاهية، والصحارى تكتفي بالألوان الترابية التي تنسجم مع رمالها.

واجهت الأبواب تحديات العصر الحديث والبناء بالخرسانة والحديد، لكن خلال السنوات الأخيرة بدأت أعمال ترميم فعالة في الدرعية وحي البلد بجدة. الأبواب المنحوتة يدويًا لا تزال تحظى بإعجاب المهتمين بالتراث والمصممين، لأنها تربط بين الحداثة والأصالة وتروي تاريخ المملكة من خلال العمارة.

هكذا تبقى زخارف الأبواب التقليدية شاهدًا حيًا على هوية معمارية وثقافية غنية، تحكي قصص المجتمع والإيمان والمهارة التي شكلت إرث السعودية.

toTop