اذهب لزيارة دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء: أعجوبة معمارية تاريخية شهيرة

ADVERTISEMENT

يقع دير القديسة كاترين عند سفح جبل سيناء في جنوب شبه جزيرة سيناء، وهو من أقدم الأديرة التي لا تزال تعمل حتى اليوم، وتُحترم مكانتها بشكل كبير. أنشأه الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول بين عامي 548 و565 ميلاديًا، ويُكرَّس المكان للقديسة كاترين الإسكندرانية، التي يُعتقد أن رفاتها وُجدت على قمة الجبل. يتميز الدير بأجواء روحانية عميقة وأهمية ثقافية كبيرة، وقد أُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو بسبب ما يحتويه من أيقونات ومخطوطات دينية نادرة، بعضها يُعد أهم من مقتنيات مكتبة الفاتيكان.

يقع الدير في وادٍ تحيط به جبال قاحلة، ويبرز جبل سيناء كأحد أبرز معالمه، إذ يُعتقد أنه المكان الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر. يجذب الجبل زوارًا من مختلف الديانات الإبراهيمية الذين يصعدون إلى قمته - البالغة 2285 مترًا - لمشاهدة شروق الشمس من هناك. توفر المنطقة طرقًا مختلفة للوصول إلى القمة، منها مسار الجمل لمسافة أطول، وسلالم التوبة شديدة الانحدار التي يُقال إن الرهبان نقشوها في الجبل.

ADVERTISEMENT

يُعرف الدير بأسلوبه المعماري المميز، بجدران من الجرانيت تشبه الحصون بارتفاع 30 مترًا، وتحتوي على كنائس وحدائق ومرافق داخلية تنسجم مع طبيعة الموقع الجبلي. تحتل كنيسة التجلي مكانة مركزية، وقد بُنيت في المكان الذي يُعتقد أن العليقة المشتعلة ظهرت فيه. وهي مزينة بفسيفساء رائعة وأيقونات بيزنطية قديمة. وتُعد مكتبة الدير كنزًا معرفيًا، إذ تحتفظ بثاني أكبر مجموعة من المخطوطات القديمة في العالم، مكتوبة بلغات متعددة مثل اليونانية والعربية والسريانية.

يواصل الرهبان حياتهم في عزلة وتأمل، ويقدمون للزوار فرصة نادرة لتجربة السكينة والروحانية. زيارة دير سانت كاترين ليست مجرد نشاط ديني أو سياحي، بل تجربة روحية وثقافية متكاملة، تجمع بين العمارة البيزنطية، التاريخ المقدس، والطبيعة الجبلية الفريدة، فتُصبح من المقاصد التي لا تُنسى لمحبي التاريخ والروحانيات والهدوء.

toTop