أم قيس: مدينة الحضارات والإطلالة الساحرة

تقع أم قيس في شمال الأردن، وتُعد من أبرز الوجهات السياحية لما تحمله من إرث تاريخي وثقافي غني. تشرف المدينة على وادي اليرموك وبحيرة طبريا، وكانت تُعرف قديمًا باسم "جدارا"، وكانت إحدى مدن الديكابوليس المهمة في العصر الروماني. لا تزال آثارها الرومانية والبيزنطية ظاهرة حتى اليوم، وتشمل مسارح ومقابر ومعابد وكنائس، ما يمنح الزائر تجربة تجمع بين السياحة التاريخية والطبيعية.

تميّزت أم قيس عبر العصور كمركز تجاري وثقافي وديني، حيث يبرز المسرح الروماني كأحد أبرز المعالم بفضل تصميمه الفريد ووظيفته الثقافية القديمة، بينما تعكس الكنائس البيزنطية انتشار المسيحية وتطور فنون الفسيفساء. تحتفظ المدينة بمقابر رومانية منقوشة بلغات قديمة، وأسواق تمتد على طرق تجارية قديمة كانت تربط مدن المنطقة.

من الناحية البيئية، تُعد أم قيس نقطة جذب لعشاق الطبيعة، إذ تضم مسارات للمشي في وادي اليرموك الغني بالنباتات البرية والطيور، وتُستخدم أراضيه للزراعة المعاصرة. تتيح السياحة البيئية فرصًا لاكتشاف التنوع البيولوجي في محمية وادي اليرموك القريبة.

يُكمّل المطبخ المحلي تجربة الزوار بأطباق مثل المنسف بألبان جاموس محلية، والفتة الغنية بطابعها البسيط، والكنافة والبقلاوة المصنوعة من مكونات تقليدية، وكلها تعكس التراث الغذائي المتجذر في الزراعة المحلية والثقافات المتعاقبة.

يُمكن الوصول إلى أم قيس بسهولة من عمان، وتُعتبر وجهة رئيسية ضمن مسار السياحة في شمال الأردن. تجمع المدينة بين التاريخ والبيئة والمذاق المحلي، ما يجعلها تجربة متكاملة وفريدة لمحبي السياحة التاريخية والبيئية.