فان غوغ والبصيرة الخفية: كشفٌ عمره قرنٌ من الزمان مخفيٌّ أمام أعيننا

ADVERTISEMENT

منذ 125 عامًا والناس ينظرون إلى لوحات فنسنت فان غوغ، ومن أبرزها "ليلة مرصعة بالنجوم فوق نهر الرون". تبيّن حديثًا أن الرسم يُظهر مواقع النجوم وانتشار الضوء تمامًا كما وصفه العلم لاحقًا، وهو أمر لم يُعرف في زمنه. هذا يُظهر أنه رأى أبعد من عصره.

وُلد فان غوخ عام 1853 في هولندا لعائلة بروتستانتية بسيطة، وكان شقيقه ثيو يدعمه دائمًا. نشأ في بيئة محافظة أثّرت في نفسيته وفنه. انتقل بين باريس وآرل وسان ريمي، وتأثر بالرسم الانطباعي والفن الياباني، فخرج عن التقليدي واقترب من التعبيرية.

عانى فان غوخ اكتئابًا شديدًا واضطرابًا ثنائي القطب، وربما صرعًا في الفص الصدغي، وكتب عن ذلك في أكثر من 150 رسالة إلى أخيه. رغم مرضه، بقي في لوحاته إحساس إنساني وروحي واضح، حيث دمج اللون والعاطفة والرمز معًا.

ADVERTISEMENT

علاقته مع بول غوغان كانت مفيدة ومتوترة في آنٍ واحد، وانتهت بقطعه أذنه عام 1888. أسلوبه يعتمد على ألوان صارخة، ضربات فرشاة دائرية، وطبقات سميكة من اللون، ووصل إلى ذروته في "ليلة النجوم" و"عباد الشمس" و"المقهى ليلاً".

مات قبل أن يلقى تقديرًا، لكنه صار رمزًا في الفن الحديث وأثر في فنانين مثل إدوارد مونش. متحفه في أمستردام يستقبل ملايين الزوار، والمعارض الرقمية مثل "فان غوخ: التجربة الغامرة" وصلت إلى أكثر من 50 دولة.

مجلة الفيزياء الأمريكية أثبتت أن رسمه للسماء يُظهر فهمًا سبق عصره لكيفية انتشار الضوء في الجو. حياته تُعلمنا أن الصمود الفني مهم، وأن العلم والفن يلتقيان، وأن من يرى أبعد من زمنه يبقى حيًا في الذاكرة. إرثه لا يُحسب بعدد اللوحات، بل بمدى تأثيره في الناس وجسره بين الشعور والمعرفة.

toTop