button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

النينجا: كيف تطور الجواسيس اليابانيون إلى أبطال الثقافة الشعبية

ADVERTISEMENT

كان النينجا عملاء التجسس الأقوى في الصراعات الإقطاعية في اليابان. ساعدتهم هالة الغموض التي أحاطت بهم على التسلل إلى الثقافة الشعبية المعاصرة.

لا يزال النينجا الصامت، الذي يرتدي ملابس سوداء، ويتجسس ويقوم بأعمال التخريب والاغتيال دون أن يترك أي أثر، شخصية يابانية شهيرة في الكتب والأفلام الحديثة. وقد ألهم بشكل غير مباشر ظواهر ثقافية شعبية كثيرة. لكن الحقائق عن تاريخ النينجا قد تكون غامضة مثل غموض المقاتلين الأيقونيين أنفسهم. في هذه المقالة، نستعرض تاريخ النينجا التجسسي، وانتقالهم إلى أبطال شعبيين

1. الأصول التاريخية – الشينوبي الحقيقي:

يأتي مصطلح نينجا (忍者) من حرفين كانجي: نين (忍) الذي يعني ”التسلل“ أو ”المثابرة“، و شا (者) الذي يعني ’الشخص‘. تاريخياً، كان النينجا يُعرفون باسم شينوبي-نو-مونو، أي ”الأشخاص الذين يتحملون“. نشط النينجا منذ القرن الرابع عشر، عندما تم توظيفهم من قبل الدايميو، أو أمراء الحرب الإقطاعيين اليابانيين، خلال فترة حروب الدول في اليابان (حوالي 1467-1603)، وهي فترة شهدت حربًا أهلية شديدة واضطرابًا سياسيًا. وكان عملهم بشكل رئيسي في مجال الاستخبارات والاستخبارات المضادة. لكن طبيعتهم السرية المتأصلة لم تترك سوى القليل من الإشارات إليهم في السجلات التاريخية. معظم ما هو معروف عنهم يأتي من نصوص كُتبت في القرن السابع عشر وما بعده، بعد حروب الدول بفترة طويلة.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Artanisen على wikimedia

رسم يبين محاربي نينجا يرتديان الدروع تحت ملابسهما. الرسم يعود إلى عام 1770 تقريبًا

وعلى عكس الصورة الرومانسية للساموراي الشرفاء والعلنيين، تخصص النينجا في الحرب غير التقليدية؛ فكانت مهامهم تتلخص في التجسس وجمع المعلومات الاستخبارية، التخريب والخداع، تكتيكات حرب العصابات والكمائن، إضافةً إلى الاغتيالات والحرب النفسية.

الصورة بواسطة Gaku Suyama على unsplash

غالبًا ما ارتبط لقب النينجا بالعمل السري والتخريبي

طورت أشهر عشائر النينجا، مثل تلك الموجودة في إيغا وكوغا، فنونًا قتاليةً فريدةً خاصةً بها (مثل النينجوتسو) وغالبًا ما كانت تخدم الدايميو (الأمراء الإقطاعيين) كعملاء خاصين.

وعلى عكس الصور البراقة في وسائل الإعلام، استخدم النينجا أدوات عملية: معدات التسلق والأسلحة المخفية والتنكر. كانت ملابسهم على الأرجح أكثر تنوعًا وعمليّة من الأزياء السوداء بالكامل التي نربطها بهم اليوم. من المحتمل أن هذا الزي الموحد يأتي من المسرح، حيث تشير الملابس السوداء إلى الخفاء.

ADVERTISEMENT

2. من الواقع إلى الأسطورة - أسطرة النينجا:

بحلول أوائل فترة إيدو (1603-1868)، دخلت اليابان في عصر طويل من السلام تحت حكم شوغونية توكوغاوا. تضاءلت أنشطة النينجا الحقيقية، لكن أسطورتهم بدأت تزدهر؛ فأصبحوا شخصيات فولكلورية، وغالبًا ما تم تصويرهم بقدرات خارقة للطبيعة كالقدرة على الاختفاء أو تغيير الشكل، والمشي على الماء، واستدعاء الحيوانات أو استخدام السحر.

الصورة بواسطة macro photography على pxhere

يستخدم محاربو النينجا أسلحة خاصة

نشأت هذه الزخارف من مزيج من الكتيبات الحربية التي اشتهرت في حينها وافتتان الجمهور بالفنون السرية. تطورت النينجوتسو في الخيال من مجموعة من تقنيات البقاء والتجسس إلى ممارسة غامضة، تكاد تكون سحرية.

بدأ النينجا يظهرون أيضًا في المسرح والمطبوعات، وغالبًا كأشرار خفيين أو محتالين يتمتعون بقوى غامضة. من المحتمل أن ملابسهم السوداء نشأت من هذه العروض، حيث كان عمال المسرح يرتدون ملابس سوداء ليكونوا ”غير مرئيين“ للجمهور — وقد تم اعتماد هذا كرمز بصري للتخفي.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة MichaelWuensch على pixabay

محارب نينجا بالزي الأسود

3. وسائل الإعلام الحديثة - ولادة النينجا من جديد:

كان القرن العشرون نقطة تحول بالنسبة للنينجا ليصبحوا أيقونات ثقافة شعبية عالمية.

في السينما والأدب اليابانيين، قدمت أفلام مثل ”Shinobi no Mono“ (1962) مزيجًا من الواقعية والحركة للجمهور العريض، وكان بطل الفيلم نينجا شجاع لعب دوره رايزو إيتشيكاوا. وعرّفت المانغا، مثل ”Kagemaru of the Iga Clan“، الجيل الأصغر على أساطير النينجا، حيث جمعت بين الدراما التاريخية والخيال.

دوليًا، عرّف فيلم جيمس بوند ”You Only Live Twice“ (1967)، عرّف الغرب على ثقافة النينجا من خلال تصويرات منمقة لتدريب النينجا وقتالهم. في ثمانينيات القرن الماضي حدثت طفرة النينجا في الغرب، وحوّلت أفلام بروس لي وأفلام فنون الدفاع عن النفس عمومًا، مثل Enter the Ninja (1981)، حوّلت النينجا إلى رموز للروعة والغموض والعنف.

ADVERTISEMENT

لجهة أفلام الكوميديا، صوّر فيلم Teenage Mutant Ninja Turtles (1984)، والذي تحول فيما بعد إلى رسوم متحركة، صوّر النينجا كأبطال متحولين محبين للبيتزا، ما عزز مكانهم في وسائل الإعلام المخصصة للأطفال.

4. ألعاب الفيديو والأنيمي والعولمة:

أصبح النينجا عنصرًا أساسيًا في الترفيه الحديث، وتطور في اتجاهات مختلفة.

ربما تكون مسلسل Naruto (1999-2014) مسلسل النينجا الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم؛ فقد أعاد تعريف هذا النوع من خلال نهج عميق في بناء العالم، وقدرات غامضة (مثل الشاكرا)، ورواية قصص عاطفية.

أما ألعاب الفيديو فهي عديدة منها: نينجا غايدن، وشينوبي، وسيكيرو: شادوز داي تويس، وغوست أوف تسوشيما (على الرغم من أنه يتحدث تقنيًا عن الساموراي)، وكلها تحتفي بالنموذج الأصلي للنينجا من خلال أسلوب لعب التسلل والحركة والمرئيات السينمائية. وغالبًا ما تمزج هذه التمثيلات بين تكتيكات التسلل التقليدية والعناصر الخيالية، محافظة على الهوية المزدوجة كجنود وكائنات سحرية.

ADVERTISEMENT

5. النينجا كنماذج أصلية للثقافة الشعبية:

اليوم، أصبح النينجا أقل ارتباطًا بالأصالة التاريخية وأكثر ارتباطًا بالصدى الرمزي. فهم يمثلون الانضباط والسرية، والتمرد والاستقلالية، والغموض والأخلاقية الغامضة، وهي قيم تتماشى مع قيم الأجيل الجديدة.

صار النينجا يظهرون في كل شيء، من أزياء الهالوين والألعاب إلى العلامات التجارية للشركات والميمات على الإنترنت. لقد تجاوز النينجا، مثل القراصنة أو رعاة البقر، أصولهم ليصبحوا رمزًا ثقافيًا، وأداة مرنة لسرد القصص.

الخاتمة - من الظل إلى الأضواء:

بدأ النينجا كعملاء سريين، مدربين على البقاء على قيد الحياة والسرية والتخريب. ولكن، بمرور الوقت، ومن خلال الأدب والمسرح والسينما والكوميديا والألعاب، تطوروا ليصبحوا أحد أكثر رموز التخفي والغموض والتمرد شهرة في العالم. وعلى الرغم من ابتعادهم عن جذورهم التاريخية، يواصل النينجا في الثقافة الشعبية جذب الجمهور بمزيج من المهارات القديمة والذوق العصري، مذكرين إيانا بمدى سهولة تحول التاريخ إلى خرافة، والخرافة إلى أسطورة.

toTop