خلال يومين من شهر تشرين الأوّل / أكتوبر، أصبحت أبوظبي المقر المؤقت لبعض من أكثر الأعمال الفنية قيمة في تاريخ الفن الغربي. في حدث رائد، نظمت دار سوذبيز معرضاً عاماً لأعمال فنية لفنانين عالميين مثل فنسنت فان جوخ، وفريدا كاهلو، ورينيه ماغريت، وبول غوغان، وكاميل بيسارو، وإدوارد مونش.
أقيم المعرض في مؤسسة بسام فريحة للفنون في جزيرة السعديات في الفترة من 1 إلى 2 تشرين الأوّل / أكتوبر 2025، وهو جزء من جولة سوثبي العالمية قبل مزادها الكبير في نيويورك في تشرين الثاني / نوفمبر. كما أنها المرة الأولى التي يُقام فيها معرض للفن الانطباعي والحديث في عاصمة الإمارات العربية المتحدة، ما يؤكد على الأهمية المتزايدة للخليج في عالم الفن العالمي.
تقدر قيمة اللوحات الست المعروضة مجتمعة بحوالي 150 مليون دولار، ويتم عرض العديد منها في الشرق الأوسط لأول مرة. ولم يتم عرض اللوحات الأخرى علناً منذ عقود.
قراءة مقترحة
ومن أبرزها:
لوحة ”الحلم (السرير) El sueño (La cama)“ (1940) لفريدا كاهلو – عمل رمزي مؤثر رسمته كاهلو خلال فترة مضطربة من حياتها، غني بموضوعات الموت والبعث، وتقدر قيمتها بـ 40-60 مليون دولار.
فريدا كاهلو
• لوحة ”روايات باريسية (الكتب الصفراء) Romans Parisiens (Les Livres jaunes)“ (1887) – لوحة طبيعية مذهلة لكتب ذات أغلفة صفراء، وهي واحدة من المرات القليلة التي وضع فيها فان جوخ الأدب في مركز لوحته. تقدر قيمتها بـ 40 مليون دولار، وتعكس حبه للقراءة والاضطراب الفكري في باريس.
فنسنت فان جوخ، بريشته
• لوحة ”الفارس المفقود Le Jockey perdu“ (1942) لرينيه ماغريت – مثال نموذجي على المناظر الغامضة لأحلام الفنان السريالي البلجيكي.
• لوحة ”منزل بن-دو، راعية الأبقارLa Maison de Pen du, gardeuse de vache“ (1889) للفنان بول غوغان – رسمت خلال فترة إقامته في إقليم بريتاني الفرنسي، وهي مرحلة مهمة في تطور أسلوب الفنان.
• لوحة ” ضفاف الواز في بونتواز Bords de l’Oise à Pontoise“ (1872) للفنان الانطباعي كاميل بيسارو – منظر طبيعي مشرق يجسد إيقاعات الحياة الريفية الفرنسية الهادئة.
لوحة ضفاف الواز في بونتواز
• لوحة ”ليلة منتصف الصيف Sankthansnatt Johannisnacht“ لإدوارد مونش – لوحة مليئة بالأجواء الاسكندنافية والتوتر التعبيري الذي سيحدد لاحقًا مسيرة مونش الفنية.
لوحة ليلة منتصف الصيف
وقالت دار سوذبيز في إعلانها: ”يمنح هذا المعرض جمهور أبوظبي فرصة غير مسبوقة لمشاهدة أعمال نادراً ما تغادر المجموعات الخاصة أو المتاحف الغربية الكبرى“.
يعدّ قرار إحضار هذه الأعمال إلى عاصمة الإمارات العربية المتحدة علامة فارقة مهمة. سبق لدار سوذبيز أن استضافت فعاليات في دبي، لكن هذا هو أول معرض عام من هذا المستوى في أبوظبي.
كما أن اختيار المكان، وهو مؤسسة بسام فريحة للفنون في جزيرة السعديات (وهي منصّة غير ربحية)، له دلالة رمزية. فقد أصبحت الجزيرة قلب أبوظبي الثقافي، حيث تضم متحف اللوفر أبوظبي ومجموعة من المؤسسات الجديدة قيد الإنشاء. واستضافة معرض سوثبيز إلى جانب هذه المؤسسات يشير إلى المكانة المتنامية للإمارة كوجهة ثقافية عالمية.
بالنسبة للجمهور المحلي - الطلاب والفنانين وجامعي الأعمال الفنية على حد سواء - يوفر هذا الحدث فرصة مباشرة للاطلاع على أعمال لم يكن من الممكن حتى الآن دراستها إلا في الكتب أو النسخ الرقمية. إن رؤية ضربات فرشاة فان جوخ، أو رمزية كاهلو الخام شخصياً، هي تجربة تحويلية، تعمق تقدير العبقرية الفنية عبر العصور والقارات.
على الرغم من أن هذا الحدث مجاني ومفتوح للجمهور، إلا أنه يلعب أيضًا دورًا استراتيجيًا في سوق الفن الدولي. ستنتقل هذه الأعمال إلى لندن وباريس قبل وصولها إلى نيويورك للمشاركة في مزاد سوثبيز في نوفمبر. من خلال عرضها مسبقًا في أبوظبي، تتواصل سوثبيز مع جامعي التحف الفنية في الخليج، الذين يشكلون قوة متنامية في عالم الفن.
شهد الشرق الأوسط استثمارات متزايدة في البنية التحتية الثقافية ورعاية الفنون، من المتاحف المدعومة من الدولة إلى المؤسسات الخاصة. لا يعكس وصول مثل هذه التحف الفنية الطلب فحسب، بل أيضاً الاعتراف بدور المنطقة في تشكيل مستقبل جمع الأعمال الفنية على مستوى العالم.
وتعتبر لوحة ”الحلم (السرير) El sueño (La cama)“ لفريدا كاهلو ذات أهمية خاصة في هذا الصدد. فإذا حققت أعلى تقدير لها، فقد تسجل رقماً قياسياً جديداً لأغلى عمل فني لامرأة تباع في مزاد علني، وهو إنجاز مهم في معالجة التفاوتات بين الجنسين في سوق الفن.
لا يقتصر المعرض على التقييمات المذهلة أو عناوين المزادات. إنه يتعلق بالوصول والحوار والإلهام. إن عرض أعمال كاهلو وفان جوخ وماغريت جنبًا إلى جنب مع أعمال غوغان وبيسارو ومونش يدعو الزوار إلى التفكير في تنوع الحركات الفنية - الانطباعية والسريالية والتعبيرية - التي شكلت العصر الحديث.
كما يطرح أسئلة حول موضوعات عالمية: الفناء والطبيعة والأحلام والأدب والعواطف الإنسانية. هذه أفكار تتجاوز الحدود، وتلقى صدىً قوياً في أبوظبي كما في باريس أو نيويورك.
بالنسبة للعديد من الزوار، قد تكون هذه أول مرة يشاهدون فيها مثل هذه الأعمال. بالنسبة للفنانين في المنطقة، قد تثير هذه الأعمال اتجاهات إبداعية جديدة. وبالنسبة للطلاب، يمكن أن توفر لهم مقدمة حية لتاريخ الفن العالمي، في مدينتهم نفسها.
معرض سوثبيز قصير الأمد – يومان فقط – لكن تأثيره قد يستمر لفترة أطول بكثير. إنه علامة على طموح أبوظبي الثقافي المتنامي، الذي يتماشى مع استثماراتها في المتاحف العالمية المستوى والأنظمة الإبداعية. كما أنه تذكير بأن الفن لا يقتصر على جغرافية معينة.
مع انتقال هذه التحف الفنية إلى لندن وباريس ونيويورك في نهاية المطاف، قد يُذكر توقفها القصير في الخليج باعتباره نقطة تحول: لحظة أكدت فيها أبوظبي أنها أكثر من مجرد سوق للمقتنين، بل مركز ثقافي يلتقي فيه التاريخ والفن والتبادل العالمي.
من خلال جلب أعمال فان جوخ وكاهلو وماغريت وغيرهم من الفنانين الكبار إلى أبوظبي، لا تقوم دار سوثبيز بعرض للأعمال الفنية فحسب. بل إنها تفتح الباب للحوار الثقافي، وتقدم للجمهور لقاءً عابراً ولكنه عميق مع العظمة الفنية.
بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، فإن هذا يعد تأكيداً لرؤيتها في وضع الثقافة في صميم هويتها. بالنسبة للجمهور، فإنه فرصة للوقوف أمام لوحات غيرت مسار تاريخ الفن. وبالنسبة لعالم الفن العالمي، فإنه علامة أخرى على أن مستقبل الفن يتشكل في أبوظبي بقدر ما يتشكل في نيويورك أو لندن أو باريس.
مأدبا: مدينة الفسيفساء والتاريخ العريق في المملكة الأردنية
شنقيط: كنز الصحراء الذي يحكي تاريخ القوافل والثقافة الإسلامية
عادات نمط الحياة اليومية التي تستنزف قوة إرادتك
9 عادات صباحية لأشخاص لن يشعروا بالسعادة الحقيقية في سنوات تقاعدهم، وفقًا للخبراء
٧ أنشطة يمكن القيام بها في مدينة العلا في المملة العربية السعودية
القصة المذهلة للمصباح الكهربائي: من اختراع بسيط إلى جزء أساسي من حياتنا اليومية
الثروة كمؤشر قوي للسلوك الاجتماعي: استكشاف شامل
7 استخدامات للذكاء الإصطناعي في حياتك اليومية
توفالو: جنة المحيط الهادئ غير المكتشفة
4خطوات لتنمية مهارات الأتصال والتفاعل لديك